السويداء-سانا: دعا أبناء وأهالي محافظة السويداء إلى إعلاء صوت العقل والحكمة، والالتزام بالدولة والقانون، وتجنب الانجرار وراء الانتقام والتصعيد. وطالبوا الدولة السورية بتحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، ومحاسبة كل من يعبث بأمن المحافظة وسلامتها.
في بيان صدر اليوم، أكد أبناء وأهالي السويداء، من مثقفين ونخب فكرية واجتماعية ومن مختلف أطياف المدينة ومكوناتها، أن هذا البيان يأتي انطلاقاً من مسؤوليتهم الأخلاقية والوطنية، وإيمانًا راسخًا بأن صوت العقل يجب أن يسمو فوق صوت السلاح، وأن الحوار والوعي هما السبيل الوحيد لحماية المحافظة من الفوضى والتدمير الذاتي.
وأشار البيان إلى أن مظاهر العنف والسلاح المنفلت من جميع الأطراف تؤلم الجميع، وتدعو إلى وقفة ضمير جماعية، يتم فيها تغليب الحكمة على الانفعال، واللجوء إلى الدولة والقانون بدلاً من الانتقام والتصعيد.
كما طالب أبناء وأهالي السويداء الدولة السورية بتحمل مسؤولياتها الدستورية والقانونية الكاملة في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، والعمل الجاد على تهدئة الأوضاع، ومحاسبة كل من يعبث بأمن المحافظة وسلامتها، دون استثناء أو تمييز.
وأكد البيان أن البديل عن هيبة الدولة هو الفوضى، وأنهم كأبناء مدينة يختارون الأمن والسلم الأهلي على حساب أي سلاح منفلت أو مظاهر خارجة عن القانون. ودعوا إلى إعادة فرض سلطة الدولة بشكل كامل داخل المحافظة، من خلال دعم مؤسساتها الأمنية والمدنية للقيام بواجباتها، وتفعيل حضورها بما يعيد الاستقرار والثقة، مؤكدين أنه لا مستقبل لأي مدينة أو مجتمع دون دولة تحميه وتحكمه بالقانون.
ودعا أبناء وأهالي السويداء إلى فتح قنوات تواصل فعالة بين مؤسسات الدولة ونخب المحافظة ومثقفيها، باعتبارهم شركاء أساسيين في بناء السلم الأهلي، ورافعة للوعي المجتمعي في هذه اللحظة الدقيقة.
وشددوا على ضرورة ضمان أمن وسلامة الطريق الحيوي الواصل بين دمشق والسويداء، الشريان الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي الذي يغذّي المحافظة ويصلها ببقية أنحاء الوطن، مؤكدين أن استقرار هذا الطريق يُعد أولوية لما له من أثر مباشر على الحياة اليومية للناس، وعلى استمرارية التعليم، والعلاج، والتجارة، والتواصل بين المحافظة والعاصمة.
وناشد أبناء وأهالي السويداء جميع المواطنين أن يصغوا لصوت الحكمة، وأن يحافظوا على نسيج المدينة وأمنها، ويرفضوا تحويل أحيائها إلى ساحات اقتتال، مؤكدين أن دماء أبناء المحافظة أغلى من أي نزاع، وأن سويداء الكرامة تستحق السلام والعدالة، لا الفوضى والدم.
واختتم البيان بدعوة صادقة وملحّة إلى وقف نزيف العبث، والعودة إلى جادة العقل، وتحمل المسؤوليات بوعي وشفافية، حفاظًا على ما تبقّى من أمل في مستقبل آمن وكريم للجميع، في ظل دولة قوية مسؤولة، تحمي الجميع، وتفرض القانون على الجميع.