تفقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوري الدكتور مروان الحلبي اليوم الهيئة العامة لمشفى الأطفال الجامعي بدمشق، واطلع على الخدمات المقدمة فيها. واستمع الوزير من المرضى وذويهم، بالإضافة إلى الكوادر العاملة في المشفى، إلى المشكلات والصعوبات التي تواجههم، وتقييم جودة الرعاية الصحية المقدمة، وذلك بهدف تحسين الخدمات وتوفير بيئة عمل صحية ومحفزة.
شملت جولة الدكتور الحلبي أقسام الحواضن، ووحدة الكلية الاصطناعية، والعناية المشددة، وقاعات التدريب السريري. ووجه الوزير بتأمين الاحتياجات الأساسية وتذليل العقبات التي تؤثر على جودة الرعاية في هذه الأقسام.
الرقمنة والشفافية عنوان المرحلة القادمة
التقى الوزير الحلبي بالعاملين في المشفى من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين، وأكد أن الوزارة تعمل على تأسيس بيئة تعليمية وصحية متطورة محورها الإنسان. وأشار إلى أن الرقمنة والشفافية ستكونان عنوان المرحلة المقبلة، مع الالتزام برؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية في المشافي الجامعية، وتعزيز التكامل بين الجامعات والمراكز الطبية.
أكد الوزير الحلبي على الأهمية الكبرى التي توليها الوزارة للكوادر البشرية، وسعيها لخلق بيئة عمل صحية ومحفزة، باعتبارها المحرك الأساسي لأي عملية تطوير في المؤسسات الصحية الجامعية. وقدمت إدارة المشفى عرضاً حول واقع العمل والاحتياجات الحالية، وجهود تحسين مستوى الخدمة الطبية المقدمة للأطفال.
خلال اجتماع مع مجلس إدارة المشفى، تمت مناقشة عدة مواضيع من بينها إلغاء الخاص في قسم أمراض الدم، وتطوير أقسام التخصصات الدقيقة، وتحديات المفاضلات والقبول الجامعي، وأهمية تعزيز البنية التحتية واستدامة خدمات الصيانة والتجهيزات الطبية. كما تم استعراض خطة الوزارة لتطوير المخابر في الجامعات، وإنشاء وحدة للنشر الخارجي، ودعم التعليم التقاني.
استقطاب الكفاءات وتشجيع عودة الموفدين
أوضح الوزير الحلبي خلال الاجتماع أن الوزارة تعمل على إطلاق مفاضلة رقمية خالية من الأخطاء، وتطوير خريطة تعليمية تفاعلية تراعي الاحتياجات الفعلية للتنمية البشرية وتوزيع الجامعات بشكل متوازن. وأشار إلى أن استقطاب الكفاءات، وتشجيع عودة الموفدين، وإحداث كلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ودعم الأبحاث العلمية التي تواكب التطور الرقمي العالمي ستكون من أولويات المرحلة المقبلة.
الارتقاء بالمشفى الجامعي مسؤولية جماعية
شدد الوزير الحلبي على ضرورة تعزيز استقلالية الجامعات والحرية الأكاديمية، والتعاون مع مؤسسات تقييم دولية لضمان جودة التعليم. وأكد أن الارتقاء بالمشفى الجامعي هو مسؤولية جماعية تبدأ من الاستماع إلى الناس، وتنتهي بوضع حلول واقعية قابلة للتنفيذ تخدم المجتمع والقطاعين الصحي والتعليمي.
شارك في الجولة الدكتورة عبير قدسي معاونة وزير التعليم العالي للشؤون الإدارية، ومديرة مشفى الأطفال الدكتورة ديانا الأسمر، وعميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق رئيس مجلس إدارة المشفى الدكتور صبحي البحري.