يبدو أن صبر دونالد ترامب قد نفد تجاه سياسة فلاديمير بوتين، وذلك بعد فشل الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق سلام بين موسكو وكييف. تصريحات ترامب الأخيرة تشير إلى تحول في موقفه، بعد أن كان معجباً بالرئيس الروسي.
ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، يدرس ترامب إرسال نظام دفاع جوي إضافي من طراز "باتريوت" إلى أوكرانيا، بعد تعهده بتعزيز قدرات كييف ضد الهجمات الروسية. وأعرب ترامب، خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو روته، عن "امتعاضه" من روسيا وعدم "سروره" من بوتين، معلناً عزمه فرض رسوم مرتفعة على موسكو خلال 50 يوماً في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا، مع التلويح بعقوبات قريبة، بعدما أشار إلى استعداده لدعم مشروع قانون العقوبات على روسيا الذي قدمه السناتور الجمهوري ليندسي غراهام.
وفي هذا السياق، ذكرت "فورين بوليسي" أن استمرار ترامب في هذا الاتجاه سيمثل تحولاً ملحوظاً في مساره. وأشارت شبكة "سي أن أن" إلى أن تعليقات ترامب الأخيرة قد تكون محاولة للضغط على بوتين بدلاً من الإشارة إلى تحول قوي في سياسة الإدارة الأميركية.
من جهتها، ترى آنا بورشفسكايا، الباحثة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن الحكم على ذلك مبكر جداً، لكنها تعتبره علامة إيجابية، مشيرة إلى أن ترامب يشعر بخيبة أمل متزايدة من بوتين.
ترامب كان يصر على اتباع النهج الدبلوماسي مع بوتين أكثر من جو بايدن، فيما كانت علاقته بفولوديمير زيلينسكي متوترة. ويبدو أنه يدرك الآن أن بوتين ليس مهتماً بإنهاء الحرب.
ويقول الباحث حسن منيمنة إن المسألة تكمن في أن ترامب كان يتوقع أن يستجيب بوتين فوراً لمبادرته، فتتوقف الحرب في أوكرانيا، لكن الحسابات الروسية مختلفة، وموسكو اليوم في موقع متقدم.
وترى شبكة "سي أن أن" أن تغيير موقف ترامب المفاجئ بشأن تزويد أوكرانيا الأسلحة يعيد الحرب إلى نقطة البداية، مشيرة إلى أنه بعد ستة أشهر فقط من توليه منصبه، يجد نفسه في المكان الذي كان فيه بايدن دائماً.
وتقول بورشفسكايا إن بايدن بذل ما يكفي لضمان ألا تخسر أوكرانيا الحرب، لكن هذا لا يعني ضمان فوزها على روسيا، وممكنٌ أن ينتهي بنا المطاف إلى النهج نفسه من ترامب.