الخميس, 17 يوليو 2025 04:47 AM

سوريا تستعيد عضويتها في "الاتحاد من أجل المتوسط": فرص واعدة وشراكات جديدة مع 42 دولة

سوريا تستعيد عضويتها في "الاتحاد من أجل المتوسط": فرص واعدة وشراكات جديدة مع 42 دولة

دمشق-سانا: "فرصة كبيرة جداً تنتظر سوريا"... بهذه الكلمات، أعلن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني من بروكسل عن مشاركة سوريا في اجتماعات "الاتحاد من أجل المتوسط"، وذلك بعد إعادة تفعيل عضويتها في الاتحاد عقب تجميد دام نحو 14 عاماً.

عودة سوريا إلى "الاتحاد من أجل المتوسط"، لتنضم إلى أكثر من 40 دولة عربية وأوروبية، تمثل، وفقاً لمصادر إعلامية واقتصاديين، فرصاً ومكاسب يمكن أن تؤثر إيجاباً في بناء سوريا الجديدة على مختلف الأصعدة.

أبعاد سياسية ودبلوماسية: تتجاوز عودة سوريا إلى "الاتحاد من أجل المتوسط" مجرد عودة روتينية، فهي تحمل أبعاداً سياسية ودبلوماسية واسعة، من أهمها استعادة مكانة سوريا كدولة مؤثرة ومتأثرة بمحيطها العربي والدولي. يضم الاتحاد 43 دولة أوروبية وعربية، مما يعزز قدرة سوريا على التواصل وعقد تفاهمات ومشاورات في مختلف المجالات، وخاصة السياسية والأمنية، في ظل الحاجة إلى علاقات وتعاون على الصعيدين الدولي والإقليمي، بما ينهي عزلة سياسية عانت منها سوريا لسنوات.

فرص تعاون متنوعة: تمثل خطوة استعادة سوريا لعضويتها في مجلس "الاتحاد من أجل المتوسط" ثمرة لجهود دبلوماسية مكثفة قامت بها دمشق على مدى أشهر، بهدف تعزيز التعاون مع الدول العربية والأوروبية الشريكة في المجلس، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات التعليم، والاقتصاد الأخضر، والطاقة، والنقل، وفق رؤية وزارة الخارجية والمغتربين السورية، وذلك عبر إيجاد استثمارات واعدة في المنطقة، من شأنها تحقيق نمو حقيقي لاقتصاد سوريا.

رؤى الحكومة السورية: أكد الوزير الشيباني أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها سوريا منذ سنوات طويلة في اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط بعد إعادة تفعيل عضويتها عقب صدور قرار جاء بتصويت الأغلبية خلال اجتماع الأمانة العامة للاتحاد بداية تموز الجاري. وأضاف على هامش مشاركته في "اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط" في بروكسل: "بالتأكيد هناك فرصة كبيرة جداً تنتظر سوريا مع الاتحاد الأوروبي، لأجل عقد شراكات إستراتيجية في مجال الأمن والاستثمار وإعادة الأعمار".

تزامناً مع إعلان عودة سوريا إلى الاتحاد مطلع الشهر الجاري، أصدرت الخارجية السورية بياناً وصفت فيه هذه الخطوة بالإيجابية التي تعكس اعترافاً متزايداً بالدور المحوري لسوريا في المنطقة، وقالت: "إن ذلك جاء بعد جهد دبلوماسي حثيث لتعزيز التعاون مع دول المتوسط على أساس الحوار والتنمية المستدامة"، ولفتت إلى آفاق تعاون مرتقبة بعد استعادة سوريا عضويتها، مؤكدة التزامها بمبادئ الاتحاد.

لقاءات سورية – دولية في بروكسل: تجسدت بوادر التعاون الدولي الذي ينتظر سوريا في اللقاءات التي عقدها الوزير الشيباني على هامش مشاركة سوريا في اجتماع "مجلس الاتحاد من أجل المتوسط" في بروكسل. فقد التقى وزير الخارجية والمغتربين نظيره الأردني أيمن الصفدي، كما اجتمع بوزيرة الخارجية الاتحادية للشؤون الأوروبية والدولية في جمهورية النمسا بياته ماينل رايسينغر، كذلك التقى نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس وبحثا سبل تعزيز التعاون بين البلدين.

ومن ضمن اللقاءات المهمة أيضاً لقاء الوزير الشيباني نظيره الليتواني كيستوتيس بودريس، حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات والتعاون في المجالات المختلفة، بما يخدم مصالح البلدين. كما يحمل لقاء الشيباني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس أهمية بالغة، وفق مراقبين، رأوا أن من شأنه أن يسهم بتوسيع مجالات التعاون في قضايا ذات اهتمام مشترك.

ما هو مجلس "الاتحاد من أجل المتوسط UFM"؟ مجلس الاتحاد من أجل المتوسط "UFM" منظمة حكومية دولية تأسست في عام 2008 استكمالاً لعملية برشلونة عام 1995 والمعروفة أيضاً باسم "الشراكة الأورومتوسطية". يضم المجلس اليوم 43 دولة عضواً، 27 منها عضواً في الاتحاد الأوروبي و16 من دول جنوب وشرق المتوسط. ومن أبرز أهدافه تقليص الفجوة بين الشمال والجنوب، وتعزيز فرص الحوار وتهيئة مناخ للتكامل في مجالات اجتماعية واقتصادية وإنسانية وبيئية كافة.

في ضوء ما سبق، فإن عودة سوريا إلى "الاتحاد من أجل المتوسط" تشكل مؤشراً حيّاً على استعادة مكانتها ودورها المحوري بين دول غربية وشرقية عديدة، كما تثبت بشكل لا لبس فيه التخلص التام من حالة الانعزال التي خيمت على سوريا لسنوات طويلة، وذلك في بداية فصل جديدة لسوريا، جوهره الانفتاح.

مشاركة المقال: