الخميس, 17 يوليو 2025 05:48 AM

رسالة إلى كل سوري: دعوة إلى الوحدة ونبذ الفتنة للحفاظ على مستقبل سوريا

رسالة إلى كل سوري: دعوة إلى الوحدة ونبذ الفتنة للحفاظ على مستقبل سوريا

بقلم: احمد معاذ الخطيب

بدايةً، يجب التأكيد على أن الهدف المعنوي من القصف الإجرامي لقيادة الأركان في وسط دمشق وقصر الشعب وغيرها، أكبر من الخسائر المادية التي نتجت عنه. وأضيف: من المسلمات في السياسة أن أي كيان يعاني من أزمة داخلية مع شعبه، يسعى إلى إشعال الحرائق خارج حدوده لصرف انتباه شعبه عن مشاكله الداخلية. ومن مصلحة هذا الكيان تحويل بلدنا سورية إلى كيانات هشة وضعيفة ومتناحرة.

إن أفضل طريقة لتقسيم أي بلد هي خلق الفتن والقلاقل، بحيث يصبح العيش مع الآخر أمرًا لا يطاق، وذلك من خلال عملية مخططة بشكل مذهل، تعتمد على جهلنا وغرورنا وكراهيتنا لبعضنا البعض، ليصبح كل حزب بما لديهم فرحون.

إن النسيج الاجتماعي للسوريين يتعرض لعملية شيطنة وتحويله إلى مسار متوحش في خصومة مع الجميع. وهناك دول ذات أنياب طويلة مستعدة لافتراس سورية، ولا يهمها من يقتل الآخر فيها. لقد بات واضحًا أن أي حادث عرضي سيتم استغلاله ليكون بداية لمحرقة.

لقد استشهد العشرات من خيرة شباب الأمن العام في أماكن عديدة، وارتفعت إلى الله دماء الأبرياء في الساحل، وقلوب متضرعة في كنيسة، وكرام من بني معروف، وفقدنا إخوة في الجزيرة، ولم يسأل أحد منا نفسه: كيف وصلنا إلى هذا الحال وإلى أين نسير؟

بالكاد تسمع صوتًا عاقلًا، فالتجييش الطائفي يزحف في كل اتجاه، ويحملون لك السم من وراء الحدود، ولحظة النشوة قد تعمينا عن رؤية أننا نسير في مسار سيحرقنا جميعًا. لقد أصبحت شرارة غير مقصودة قادرة على أن تتحول إلى مستودع ألغام ينسف وطنًا بأكمله.

أيها السوري، لا تشارك في التجييش ولا التحريض. أيها السوري، كل قطرة دم تسيل من سوري ستحرق مستقبل بلدنا كله. أيها السوري: لا تزر وازرة وزر أخرى. أيها السوري: إن كان أخوك وجارك بخير فأنت بخير. أيها السوري: تثبت من كل خبر وكن عامل أمان وعدل واستقرار. أيها السوري: بلدك بخطر، كل أبناء سورية بخطر، دولتك بخطر، مستقبلك بخطر.

أيها السوري: هناك جيوش إلكترونية تشعل الحرائق، فلا تنقل عنها بل أغلقها. أيها السوري: العدالة للجميع والأمن للجميع والاستقرار للجميع هو ما نسعى إليه جميعًا، فكن من حملته والمطالبين به. أيها السوري: الدول الماكرة تتفرج علينا ولا يهمها سني ولا علوي ولا درزي ولا مسلم ولا مسيحي ولا كوردي ولا عربي ولا تركماني ولا معارض ولا موالي، ولا مؤمن ولا كافر ولا متدين ولا علماني، ولا يهمها رحيل خيرة شبابنا ولا دمعات أمهات ثكلى ونساء خائفات ومدنيين مذهولين وأطفال بائسين وبلد ينهار وشعب يتم تجويعه ليركع، ولا يهمها لو غطت الأرض بحيرات من الدماء.

السوري أخو السوري، ولا يحاسب إلا مجرم وقاتل بقانون ومحكمة وعدالة. أيها السوري: إذا لم نستطع البناء فدعونا لا نساهم في الخراب. أيها السوري لا تستقو بغير أخيك، فمن يعطيك اليوم سيغدر بك غدًا. أيها السوري إذا لم تستطع تضميد جرح لأخيك فلا تحد سكينك لذبحه. أيها السوري إذا لم تفهم ماذا يراد بك فلا تستدع حمية الجاهلية لتقاتل بها وفكر بمستقبل بلدك ولا تدخل في متاهات التاريخ. أيها السوري إذا لم تستطع قول الحق فلا تشارك بالباطل. أيها السوري لا تذل أخاك السوري. أيها السوري ضع يدك بيد أخيك، ووقتها سيفشل العدوان وينكفىء الظلم وسيبدو من بعيد بصيص نور وأمل لبلد أنهكته الذئاب.

(اخبار سوريا الوطن 2-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: