في ظل الأحداث المتصاعدة في السويداء، تباينت مواقف الزعماء الدينيين الدروز المعروفين بـ "شيوخ العقل"، مما سلط الضوء على دورهم وآرائهم المتباينة تجاه الحكومة السورية الجديدة.
يتمتع هؤلاء القادة بنفوذ كبير على المشهدين السياسي والاجتماعي، خاصة بعد تولي أحمد الشرع الحكم، حيث اختلفت رؤاهم بشأن علاقة الطائفة بالنظام في قضايا عدة، أبرزها تسليم السلاح في ظل التوترات الأخيرة.
يبرز في السويداء ثلاثة من شيوخ العقل وهم: يوسف جربوع، حمود الحناوي، وحكمت الهجري. فمن هم هؤلاء؟
الشيخ يوسف جربوع
- ولد عام 1970 وينتمي إلى عائلة جربوع التي تتولى مشيخة عقل جبل العرب منذ ثلاثة قرون.
- يشغل جربوع أحد مقاعد شيوخ العقل في السويداء، ويلعب دور الوسيط في تسوية النزاعات القبلية والعائلية، مما يعزز الاستقرار داخل المجتمع الدرزي.
- عرف بدعمه لنظام بشار الأسد سابقًا، لكنه مع تصاعد الأحداث أعلن عبر التلفزيون الرسمي هدنة جديدة مع دمشق لاستعادة الاستقرار بعد مواجهات دموية.
- أيد تشكيل لجان مراقبة تضم ممثلين عن الدولة ووجهاء محليين لرصد الانتهاكات، ودعا لتوسيع دور مؤسسات الدولة في المحافظة.
- يدافع جربوع عن التنسيق مع الإدارة الذاتية الكردية، مشيرًا إلى وجود "رؤية متجانسة" بشأن مستقبل سوريا.
- أعلن جربوع التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بشأن السويداء، يقضي بوقف العمليات العسكرية وإنهاء مظاهر السلاح خارج الدولة.
- أكد جربوع التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية على تفعيل مؤسسات الدولة في السويداء.
الشيخ حكمت الهجري
- ولد في 1965 بفنزويلا وعاد إلى سوريا حيث أكمل دراسته في كلية الحقوق بجامعة دمشق.
- بعد وفاة شقيقه عام 2012، تولى منصب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، وهو منصب عائلي متوارث منذ القرن التاسع عشر.
- يدعو الهجري إلى الاعتماد على الدولة كمنهج أساسي، ويربط استرداد السلاح بإجماع محلي، مؤكدًا أن "اللامركزية الديمقراطية" هي الخيار الواقعي لتنظيم العلاقة بين الجبل ودمشق.
- في مناسبات سابقة طالب بتدخل دولي لحماية الطائفة، وفي الأزمات الأخيرة دعا إلى مقاومة الحكومة ورفض الهدن المفروضة من دمشق، معتبرًا أن الطائفة تواجه حرب إبادة شاملة، كما رفض تسليم السلاح من دون إرادة المجتمع حتى تشكيل الدولة والدستور.
- رفض زعيم طائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة، مؤكدًا على "ضرورة الاستمرار في الدفاع المشروع، واستمرار القتال حتى تحرير كامل تراب محافظتنا من هذه العصابات دون قيد أو شرط، ونعتبر ذلك واجبا وطنيا وإنسانيا وأخلاقيا لا تهاون فيه".
- ردّ الشيخ يوسف جربوع، خلال لقاء مع "سكاي نيوز عربية"، على موقف الهجري، قائلاً: "نحترم موقفه برفضه الاتفاق.. لكن ليس من حق الشيخ الهجري أن يصادر رأينا".
الشيخ حمود الحناوي
- ولد في كانون الأول 1943، هو أستاذ لغة سابق، تدرج في مناصب تعليمية وعمل في الخارج قبل عودته إلى السويداء.
- يتميز بمواقفه الوسطية التي تدعو إلى الحوار الوطني والحفاظ على السلم الأهلي، ويرفض تفتيت سوريا.
- يشدد الحناوي على ضرورة ضبط السلاح عبر مؤسسات الدولة وليس الأفراد، كما يرفض التدخل الأجنبي في سوريا، وشارك مع شيوخ آخرين في بيان يرفض تدخل الأجهزة الأمنية دون توافق محلي، وطالب بحماية دولية مؤقتة لحماية المدنيين.
- أجرى مؤخرا عملية جراحية ناجحة ويخضع حاليا للتعافي تمهيدا لاستئناف نشاطه الديني والقيادي.
- لم يصدر الحناوي أي تعليق بشأن الأحداث الأخيرة في السويداء.