الخميس, 17 يوليو 2025 05:14 PM

مفاوضات غزة: هل تحمل الأيام العشرة المقبلة اختراقاً حاسماً في ظل "مرونة" إسرائيلية مشكوك فيها؟

مفاوضات غزة: هل تحمل الأيام العشرة المقبلة اختراقاً حاسماً في ظل "مرونة" إسرائيلية مشكوك فيها؟

تتكثف الجهود الدبلوماسية بهدف تحقيق تقدم في مسار التفاوض بين إسرائيل وحركة «حماس»، للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يشمل صفقة تبادل أسرى. وتعمل كل من القاهرة والدوحة وواشنطن بشكل متوازٍ لتحقيق ذلك، إلا أن التباين لا يزال كبيراً بين الطرفين. فبينما تتمسك «حماس» بمطالبها الأساسية، وعلى رأسها انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، ورفع الحصار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق، تسعى إسرائيل لفرض واقع ميداني جديد يتعارض مع رسائل «المرونة» التي تنقل عبر الوسطاء.

في الوقت الذي تبدي فيه حكومة بنيامين نتنياهو «استعداداً شكلياً» لتقديم تنازلات، تواصل عملياً تعزيز وجودها العسكري في غزة، من خلال استحداث محاور ميدانية جديدة مثل «محور ماغين عوز» الذي يفصل شرق خان يونس عن غربها. وبالتوازي مع ذلك، تواصل إسرائيل تنفيذ خطتها لـ«إعادة تشكيل الجغرافيا السكانية للقطاع»، عبر فرض مناطق عازلة وممرات فصل بين المدن، بالإضافة إلى مشروع «المدينة الإنسانية» في رفح، الذي يهدف إلى «سجن» مئات آلاف المدنيين في منطقة خيام منفصلة عن باقي مناطق القطاع. وبالتالي، فإن النهج الإسرائيلي أقرب إلى «المرونة التكتيكية»، التي تسمح لها بالانسحاب المؤقت دون التزامات دائمة، مع الحفاظ على سيطرتها الأمنية في المناطق الحيوية داخل غزة.

تهدف الجهود الحالية إلى تحقيق اختراق في المفاوضات قبل عطلة «الكنيست» أو بالتزامن معها. وتتزامن هذه التحركات مع تقارير إعلامية إسرائيلية موجهة، تشير إلى «تقدم دراماتيكي» في محادثات الدوحة، وتسريبات عن استعداد تل أبيب لتقديم «تنازلات جوهرية». فقد تحدث مراسل قناة «كان»، عميت سيغال، عن «اقتراب التوصل إلى صفقة»، وإبلاغ نتنياهو «الكابينت» بموافقته على تعديلات خرائط الانسحاب. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «احتمال نجاح مفاوضات الدوحة بات أكبر من احتمال فشلها»، في حين تحدثت «يديعوت أحرونوت» عن قرار نتنياهو إبداء «مرونة إضافية» بخصوص انسحاب الجيش من القطاع، ما «يقربنا كثيراً من الصفقة».

أما «القناة 15» العبرية، فأفادت بأن «إسرائيل تخلت عن السيطرة على محور موراغ، وفق الخرائط الجديدة»، بينما لا تزال المسألة العالقة هي الوجود الإسرائيلي في مدينة رفح. وتشير الخرائط الإسرائيلية المحدثة إلى أن قوات الاحتلال ستبقى على بعد أقل من كيلومترين شمال محور فيلادلفيا، على الحدود بين غزة ومصر، مقارنة بموقفها الافتتاحي الذي كان يشمل وجوداً على بعد خمسة كيلومترات إلى الشمال من هذا المحور.

في ظل هذه التطورات، تسعى مصر وقطر، بتشجيع مفترض من الولايات المتحدة، لتحقيق اختراق حاسم في المفاوضات قبل 27 تموز / يوليو الجاري، موعد عطلة «الكنيست» الإسرائيلي، أو بالتزامن مع هذا الموعد. وقد تشكل هذه الفترة فرصة لنتنياهو لتمرير اتفاق دون تهديد مباشر لحكومته. ويعتقد الوسطاء بأن الضغوط الأميركية بدأت تؤتي ثمارها، ولو بشكل «محدود»، يتجسد في قبول إسرائيل بتعديلات جديدة على خرائط الانسحاب.

وفي السياق نفسه، من المفترض أن يلتقي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ليل الأربعاء – الخميس، رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، على العشاء في واشنطن، لبحث المفاوضات بين إسرائيل و«حماس». ويأتي الاجتماع بعد اتصال هاتفي بين ترامب وأمير قطر، تميم بن حمد، الإثنين، وسط ترقب لمناقشة مواضيع إضافية كاحتمالات استئناف التفاوض النووي مع إيران.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: