الخميس, 17 يوليو 2025 07:52 PM

السويداء: نزوح عائلات من عشائر البدو ومسلحون دروز يحاصرون أحياءهم وسط مخاوف من تصاعد التوتر

السويداء: نزوح عائلات من عشائر البدو ومسلحون دروز يحاصرون أحياءهم وسط مخاوف من تصاعد التوتر

أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء تزايد حالات النزوح بين عائلات عشائر البدو العرب في مناطق متفرقة من محافظة السويداء. يأتي هذا النزوح على خلفية التوترات المتصاعدة بين مكونات المجتمع المحلي، مما يثير مخاوف جدية بشأن تعرض هذه العائلات لانتهاكات أو اعتداءات محتملة.

تشير المعلومات الواردة إلى أن النزوح طال مناطق وأحياء عديدة يقطنها أفراد هذه العشائر. وأفادت مصادر موثوقة بأن مسلحين محليين من أبناء الطائفة الدرزية يقومون بمحاصرة أحياء يسكنها مواطنون من عشائر البدو. وتشمل المناطق المتأثرة: المقوس، سهوة البلاطة، المشورب، الزيتونة، الحروبي، الشقراوية، البرقشة، المنصورة، نبع عرى، والمزرعة.

يعيش السكان في هذه المناطق في حالة من الهلع والقلق المتزايد، مع تصاعد خطر الانزلاق نحو نزاع طائفي ومناطقي أوسع. ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أي استهداف جماعي أو ممنهج لأي مكون اجتماعي يشكل تهديدًا خطيرًا لوحدة المجتمع السوري، ويزيد من احتمالات الانقسام والتفكك، في وقت يحتاج فيه السوريون إلى تعزيز قيم التماسك والمصالحة والعدالة، بدلًا من ممارسات الانتقام والإقصاء.

في هذا السياق، يوجه المرصد نداءً عاجلًا إلى الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، وإلى جميع شيوخ العقل في محافظة السويداء، مناشدًا إياهم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والدينية، وإصدار توجيهات صريحة للمقاتلين المحليين بوقف أي اعتداءات على المدنيين، والعمل على حماية أرواح وممتلكات أبناء العشائر البدوية، وصون السلم الأهلي والنسيج المجتمعي، ومنع المزيد من التصعيد الذي قد يُستغل من قبل جهات تسعى لتأجيج الفتنة.

كما يدعو المرصد إلى إصدار بيان علني يضمن الأمان الكامل لأبناء العشائر البدوية، ويحميهم من أي تهديد على حياتهم أو منازلهم أو ممتلكاتهم. ويشدد على ضرورة معاملتهم باحترام، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في ارتكاب انتهاكات بحقهم، مع التأكيد على عدم تحميل أي مكون مسؤولية أفعال فردية لا تمثله.

أخيرًا، يؤكد المرصد على ضرورة محاسبة كل من ارتكب جريمة أو انتهاكًا بحق أي مواطن في محافظة السويداء، أمام القضاء وفقًا لمبادئ العدالة، بعيدًا عن منطق الانتقام الجماعي أو الخطاب الطائفي الذي لا يخدم سوى أعداء وحدة سوريا.

* المرصد السوري لحقوق الإنسان

مشاركة المقال: