تعددت المواقف الدولية تجاه الأحداث الأخيرة في السويداء، حيث عبرت دول أجنبية عن مواقف متباينة تراوحت بين إدانة التصعيد والإشارة إلى "سوء فهم".
روسيا: أعربت الخارجية الروسية في بيان عن قلقها البالغ إزاء جولة العنف الجديدة في سوريا، وأدانت بشدة ما وصفته بـ "الأعمال العسكرية التعسفية الإسرائيلية"، مؤكدة أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة السورية والقانون الدولي. وجددت موسكو التأكيد على موقفها الثابت الداعي إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامتها الإقليمية، معربة عن قلقها إزاء المعلومات الواردة حول أعمال انتقامية ووحشية ضد المدنيين، ومشددة على أن الاعتداء على حياة المدنيين وسلامتهم أمر غير مقبول.
ألمانيا: حذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من تحول سوريا إلى ساحة للتوتر الإقليمي، وذلك عقب الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع سورية بذريعة حماية الدروز السوريين. ودعا جميع الجهات الفاعلة المحلية والدولية إلى تفادي أي خطوات من شأنها أن تعرض الاستقرار والانتقال السياسي في سوريا للخطر.
فرنسا: أعربت الخارجية الفرنسية عن قلقها البالغ إزاء التطورات الخطيرة في منطقة السويداء، داعية إلى وقف فوري للمواجهات. وأكدت دعمها لجهود السلطات السورية للتهدئة، وشددت على ضرورة وضع حد للانتهاكات ضد المدنيين. كما دعت جميع الجهات الفاعلة إلى بذل الجهود لضمان أمن المدنيين واستعادة الهدوء وتعزيز السلام بين جميع مكونات المجتمع السوري، ولا سيما بين الدروز والمجتمعات الأخرى في السويداء. وجددت التأكيد على حرصها على الالتزامات والمبادئ المندرجة في البيان المشترك الصادر في مؤتمر باريس.
إيران: أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الهجمات الإسرائيلية على دمشق ومناطق مختلفة في سوريا، مؤكداً أن الكيان الصهيوني هو أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا هو نتيجة الصمت المفرط والتقاعس تجاه الإبادة الجماعية وإثارة الحروب من قبل الكيان الصهيوني، ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة من قبل منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة لوقف التوسع الخطير الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي.
الولايات المتحدة الأمريكية: وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس التوتر بين سوريا وإسرائيل بأنه ناتج عن "سوء فهم"، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تتابع التطورات الميدانية في السويداء ودمشق من كثب، وتعمل على خفض التصعيد بالتنسيق مع الجانبين السوري والإسرائيلي. ونفت وجود خلاف بين الإدارة الأمريكية بين كل من سوريا إسرائيل، مؤكدة أن الرئيس ترمب والوزير روبيو على تواصل مع جميع الأطراف. كما نفت علمها بأي إشعار مسبق تلقته الإدارة الأميركية من إسرائيل بشأن الضربات التي طالت العاصمة دمشق. وشددت على أن الولايات المتحدة لا تدعم الفيدرالية في سوريا، لكنها تؤمن بأهمية اندماج كل المكونات ضمن الدولة الجديدة.
يذكر أن التوترات تصاعدت في السويداء ودرعا، وتفاقمت جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على السويداء ودرعا ومبنى وزارة الدفاع ومبنى هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.