أكد الدكتور وائل عطيش، نجل أسطورة ألعاب القوى الراحل خليفة عطيش، أن بطولة الجمهورية الأخيرة لألعاب القوى تمثل بارقة أمل طال انتظارها في مسيرة الرياضة السورية. وأشاد بالأجواء التنافسية والحماس الذي عاد إلى ملعب تشرين، مثمناً حضور رموز اللعبة الذين صنعوا تاريخاً مشرفاً.
وفي تصريح خاص، قال الدكتور عطيش: "كنا بحاجة ماسة لهذه البطولة التي جمعت أجيالاً من النجوم والمدربين الكبار، مثل الأستاذ فاروق خضور، والأستاذة هالة المغربي، والبطل صلاح الدين مصطفى، وغيرهم. هذه الوجوه أعادت للملعب نكهة الماضي الذهبي، وكان اللقاء لحظة تاريخية لاستعادة الثقة والأمل لدى اللاعبين والمدربين والجماهير".
وأضاف: "المواهب التي ظهرت خلال البطولة تبشر بالخير، لكن دورنا الحقيقي يبدأ من هنا، من مرحلة التأطير والتأهيل والتطوير. لا يمكن لأي موهبة أن تنمو دون جهاز تدريبي وتحكيمي مؤهل، وتقع علينا المسؤولية كمحبين وقدامى اللعبة للإسهام في بناء هذا الجيل".
وأكد: "لا أمتلك منصباً ولا مصلحة، لكنني أملك شغفاً متجذراً منذ أن كنت لاعباً، وهذا الانتماء يجعلني أفرح وأحزن لأجل هذه اللعبة".
وعن إرث والده خليفة عطيش، الملقب بـ"القاطرة البشرية السورية"، قال الدكتور وائل: "والدي كان مدرسة في الأخلاق والإصرار والانضباط، علمني أن المجد يصنع بالتعب الحقيقي. لم يكن معنا حذاء رياضي لائق، لكن كان معنا الحلم بأن نرفع اسم بلدنا سورية".
وأضاف: "القيم التي غرسها والدي أورثها لابني، أبرزها الصدق. لطالما ردد: إذا كان الكذب ينجي، فالصدق أنجى، وهي ليست مجرد حكمة بل أسلوب حياة يجب أن يعود لمياديننا الرياضية".
وعن سر تفوق جيل والده، أجاب: "ذلك الجيل صنع مجده من لا شيء، بزرع الثقة والعزيمة. الفارق الأساسي كان في النية الصافية، والصلابة النفسية، وروح الانتماء، كانوا أبطالاً لأنهم امتلكوا طاقة داخلية نادرة".
وعن تولي ابن شقيقته، محمد الضامن، رئاسة اتحاد ألعاب القوى، قال الدكتور وائل: "محمد ابن البيت الرياضي، وتربى في كنف جده، وراكم خبرات كبيرة في الكويت، حيث قاد ناديي الكويت والقادسية لتحقيق إنجازات، ونثق في حماسه وحرصه، وسنكون بجانبه داعمين وناصحين".
وحول أجمل ذكرى يحتفظ بها من الطفولة، قال: "كل لحظة مع والدي محفورة في قلبي، كان مدربي ومثلي الأعلى، وكان يقول: الصدق هو طريقك للبطولة، وأحمل هذه الجملة معي أينما ذهبت".
ووجه الدكتور وائل رسالة مؤثرة: "العمل ثم العمل هو الطريق الوحيد للنجاح. لا بطولة دون تعب، ولا مجد دون إخلاص، اجعلوا الأدب والأخلاق أول مدرب لكم، لأن الرياضة بلا أخلاق ليست رياضة، لا يوجد شيء اسمه مستحيل، بالإصرار تصبح المستحيلات محطات وليست نهايات".
وتمنى أن يرى أعلام سورية ترفرف في البطولات، قائلاً: "يكفينا أن نعيد للمضمار السوري هيبته وأصالته، فهذا بحد ذاته إنجاز عظيم".
صفوان الهندي