السبت, 19 يوليو 2025 07:19 PM

السويداء تحت وطأة الأحداث: جهود طبية وإنسانية مكثفة لمساندة الأهالي

السويداء تحت وطأة الأحداث: جهود طبية وإنسانية مكثفة لمساندة الأهالي

تتضافر جهود الجهات الحكومية والطبية والإنسانية في سوريا للتخفيف من آثار الأحداث المتسارعة التي تشهدها محافظة السويداء. وقد أسفرت الاشتباكات المستمرة حتى مساء الخميس 17 تموز/يوليو عن مصرع 260 شخصًا وإصابة 1698 آخرين، بينهم 425 حالة حرجة، وذلك وفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الصحة السورية.

استجابة طبية فورية

منذ بداية الأحداث، بادرت وزارة الصحة السورية إلى تفعيل خطة طوارئ صحية شاملة، شملت توفير سيارات إسعاف وأدوية ووحدات دم وطواقم طبية متخصصة، حسبما أكد الوزير مصعب النزال في تغريدة على حسابه في منصة “X”. وشدد الوزير على أن الوزارة تتحرك “انطلاقًا من واجبها المهني والوطني”، مؤكدًا “لن نتوقف؛ فهذا واجبنا، وهذا وعدنا”. وعلى الرغم من الصعوبات الميدانية التي واجهت الفرق الطبية، أكد الوزير استمرار الجهود، موضحًا “تمت إعاقتنا عن الوصول، ونحن ننتظر الفرصة”. وقد قامت سيارات الإسعاف بنقل 1022 مصابًا إلى مستشفيات متخصصة في محافظتي دمشق ودرعا، مع رفع درجة الاستعداد في جميع المحافظات السورية تحسبًا لأي تطورات إضافية.

قافلة إنقاذ تنتظر “ممرًا آمنًا”

على الرغم من الجاهزية التامة، لا تزال قافلة طبية تتألف من 20 سيارة إسعاف وفرق متخصصة تنتظر السماح لها بالدخول إلى السويداء، بعد تعذر وصولها بسبب القصف المستمر. وأكدت وزارة الصحة أن التنسيق جارٍ مع مديريات الصحة في السويداء ودرعا ودمشق لنقل المصابين ومتابعتهم. وفي سياق متصل، أعربت الوزارة عن شكرها وتقديرها للطواقم الطبية والمنظمات والمجتمعات المحلية على جهودهم “المخلصة”، مؤكدة استمرار أداء الواجب الوطني “رغم التحديات”.

الهلال الأحمر: في قلب العمل الإنساني

يضطلع الهلال الأحمر العربي السوري بدور فاعل من خلال متطوعيه في السويداء، حيث يعملون بلا توقف منذ خمسة أيام لتقديم الإسعافات الأولية والرعاية الصحية للمصابين، ونقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات، في ظل ظروف بالغة الخطورة. وأكدت غرفة عمليات الهلال الأحمر أنها لا تزال تستقبل البلاغات الطارئة عبر الرقم 133، مما يشير إلى استمرار تدفق الحالات مع تفاقم الأوضاع الميدانية.

الدفاع المدني: إجلاء أكثر من 250 عائلة

أعلن الدفاع المدني السوري عن إجلاء أكثر من 250 عائلة من السويداء وريفها حتى يوم الخميس، وتأمين وصولها إلى الأماكن التي اختارتها أو إلى مراكز الإيواء، وذلك ضمن غرفة عمليات الاستجابة الإنسانية الطارئة التي أنشأتها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث لتوفير الحماية والمأوى للنازحين.

قافلة للشؤون الاجتماعية في الانتظار

أما على صعيد الدعم الاجتماعي والإغاثي، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات استعداد الوزارة لإرسال قوافل إنسانية وصحية إلى المحافظة، وقالت في تصريح لها: “نأمل أن نكون مع أهالي السويداء في هذا الوقت الصعب لإيصال المساعدات، لكن الطيران الإسرائيلي هو من يحول بيننا وبينهم، حيث يتم استهداف كل ما يتحرك صوب المدينة”. وشددت على أن الوزارة تنسق حاليًا مع وزارة الداخلية لبحث سبل تأمين الطريق بما يضمن سلامة القوافل والمساعدات. وأمس الجمعة، أفاد مراسل منصة سوريا ٢٤ في الجنوب السوري أن محافظ درعا أنور طه الزعبي شكّل لجنة طوارئ لتقديم ما يلزم للمهجرين من محافظة السويداء. وأوضح مراسلنا أن هدف اللجنة أيضًا تنسيق جهود المنظمات والمجتمع المحلي في تقديم الاحتياجات وتأمين المأوى. وتجاوز عدد العائلات المهجرة من محافظة السويداء أكثر من ألفي عائلة غادرت السويداء عقب الاعتداءات التي تعرضت لها عشائر البدو من قبل مجموعات خارجة عن القانون. وأعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية، فجر اليوم السبت، وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار، داعيةً جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل بالقرار ووقف كافة الأعمال القتالية.

مشاركة المقال: