أطلق أهالي ناحية الصور ومناطق واسعة من ريف دير الزور الشمالي نداء استغاثة عاجلاً إلى الجهات المعنية والمنظمات الدولية، وذلك للتحرك الفوري لإنقاذ قناة الخابور التي تواجه خطر الانهيار الكامل. وتعاني القناة من تصدعات متزايدة في بنيتها الأساسية الممتدة على طول عدة كيلومترات.
تعتبر القناة شريانًا حيويًا للري في المنطقة، حيث تعتمد عليها آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية بشكل كامل. إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت ضعفًا ملحوظًا في تدفق المياه، مما أجبر المزارعين على التخلي عن مساحات كبيرة من حقولهم، وسط مخاوف من خسارة الموسم الصيفي بالكامل تقريبًا.
أفاد المهندس الزراعي خالد، من بلدة الصور، بأن التصدعات بدأت في الظهور منذ بداية الربيع وتطورت تدريجيًا بسبب غياب الصيانة الدورية. وأوضح في حديث لموقع سوريا 24 أن الضرر يتركز في مناطق حيوية من القناة، خاصة بين المحطة الثالثة وحتى مدخل بلدة الصور، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه بنسبة تقدر بنحو 60% مقارنة بالعام الماضي. وأضاف الناصر: "الوضع خطير، والانهيار قد يحدث في أي لحظة، ونحن نرفع تقارير فنية منذ شهور دون أي تجاوب فعلي".
من جهته، ذكر المزارع أحمد، من ريف الصور، أنهم اضطروا إلى حفر آبار سطحية مكلفة لتأمين سقاية بسيطة، مشيرًا إلى أن المياه الجوفية في المنطقة شحيحة ولا يمكن الاعتماد عليها لفترة طويلة. وأكد أن العديد من المزروعات بدأت تعاني من الجفاف بالفعل.
على الرغم من الشكاوى المتكررة من سكان المنطقة، إلا أن الاستجابة الرسمية لا تزال محدودة، حيث لم يتم إرسال أي لجان فنية من قبل إدارة الموارد المائية، ولم يتم وضع خطط واضحة لمعالجة المشكلة المتفاقمة.
أكد عبد المجيد العلي، أحد سكان المنطقة، أن القضية لم تعد مجرد مشكلة فنية، بل تمس الأمن الغذائي والاستقرار المعيشي للسكان. وحذر من أن تجاهل هذه الكارثة سيؤدي إلى عواقب وخيمة، مطالبًا بتحرك فوري لتجنب أزمة زراعية وإنسانية.
لا تقتصر تداعيات الأزمة على القطاع الزراعي فقط، حيث حذر مختصون بيئيون من أن جفاف القناة قد يؤدي إلى تشكل مستنقعات راكدة تحمل مخاطر صحية متعددة، مثل تكاثر البعوض وانتشار الأمراض الجلدية والتنفسية، بالإضافة إلى ارتفاع حرارة التربة وزيادة العواصف الغبارية في المنطقة المحيطة بالقناة.
في ظل هذا الوضع، يطالب أهالي المنطقة بتدخل عاجل من المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في مجالات المياه والري والتنمية الزراعية، من خلال إرسال فرق لتقييم الأضرار ووضع خطة إنقاذ عاجلة تضمن إعادة تأهيل القناة قبل فوات الأوان.