الإثنين, 21 يوليو 2025 06:44 AM

كارثة في قطاع النحل السوري: انهيار الإنتاج بسبب الصقيع والجفاف والحرائق

كارثة في قطاع النحل السوري: انهيار الإنتاج بسبب الصقيع والجفاف والحرائق

اللاذقية-سانا: يواجه قطاع تربية النحل في سوريا أزمة حادة، حيث انخفض الإنتاج بنسبة تصل إلى 75% مقارنة بالسنوات السابقة. بدأت المشكلة مع موجات الصقيع التي أتلفت محاصيل الليمون وأزهارها في بداية الموسم، مما حرم النحل من مصدر الرحيق الأساسي وعطّل دورة الإنتاج المبكرة. ونظراً لضعف الإمكانيات، لم يتمكن العديد من النحالين من توفير التغذية التحفيزية اللازمة، مما أدى إلى تدهور عملية الإباضة والحضنة.

الجفاف يفاقم الأزمة

بعد خسارة الليمون، اتجه النحالون إلى زراعة اليانسون وحبة البركة كبديل، لكن الأراضي كانت تعاني من فقر الزراعة نتيجة للجفاف. هذا التراجع أجبر الآلاف من الخلايا على التزاحم في مساحات محدودة، مما أدى إلى انخفاض إضافي في الإنتاج بسبب نقص الأزهار.

الحرائق تلتهم المناحل الجبلية

بسبب ارتفاع تكاليف النقل، لجأ العديد من النحالين إلى المناطق الجبلية على أمل تعويض النقص في الزهور، لكن الجبال كانت قاحلة والأشجار غير مزهرة. ومع ندرة الندى، اندلعت الحرائق التي قضت على ما تبقى من المناحل ودمرت البيئة المحيطة.

المناحل المتبقية مهددة بالزوال

لم يتبق لدى النحالين اليوم سوى عدد قليل من المناحل، وهي أيضاً معرضة للخطر بسبب فقدان البيئة الطبيعية وعدم القدرة على توفير الرعاية اللازمة. ويشير أمين قابقلي، رئيس لجنة النحالين في غرفة زراعة اللاذقية، إلى أن نسبة النحالين الفاعلين تراجعت من 100% إلى أقل من 25%، معبراً عن أسفه قائلاً: "حتى من نجا من النار، لن ينجو من الجفاف والفقر".

نداء عاجل لإنقاذ القطاع

التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع النحل تنذر بخطر كبير يهدد الأمن البيئي والغذائي، مما يستدعي تحركاً فورياً من الجهات المعنية لدعم النحالين وإنقاذ ما تبقى من هذا القطاع الحيوي. في ظل هذا الوضع الصعب، يحتاج قطاع تربية النحل السوري إلى تدخل عاجل لإعادة الحياة إليه، فالمناحل المنهكة لا تحتمل موسماً جديداً من الخسائر والكوارث، وسط غياب الموارد والدعم. إنقاذ النحل هو إنقاذ للبيئة... ولرزق آلاف الأسر التي باتت مهددة بالعزلة والفقر.

مشاركة المقال: