الإثنين, 21 يوليو 2025 08:51 PM

إرث إبستين يلاحق ترامب: فضائح جنسية ومؤامرات تلقي بظلالها على الرئيس السابق

إرث إبستين يلاحق ترامب: فضائح جنسية ومؤامرات تلقي بظلالها على الرئيس السابق

اسم جيفري إبستين وحده كفيل بإثارة نظريات المؤامرة. رجل الأعمال النيويوركي، الذي أقدم على الانتحار في زنزانته في مانهاتن عام 2019 قبل محاكمته بتهمة الاتجار بالجنس وإجبار قاصرات على ممارسة الجنس مقابل المال، كان من بين الأثرياء الذين يملكون ماضياً مشبوهاً. امتلك إبستين طائرة خاصة استقلها الرئيس السابق بيل كلينتون، وكان جاراً للرئيس الحالي دونالد ترامب في بالم بيتش بفلوريدا وصديقاً له، حيث تشاركا الاهتمام بالنساء الشابات الجميلات.

كما امتلك إبستين جزيرة خاصة في منطقة الكاريبي، تُدعى ليتل سانت جيمس، والتي أصبحت تعرف لاحقاً باسم "جزيرة الخطيئة". تدور حول هذه الجزيرة الكثير من القصص عن الخدمات الجنسية التي كانت تقدمها فتيات قاصرات له شخصياً، بعد أن كانت تستدرجهن غيسلين ماكسويل إلى غرفة التدليك الخاصة به. بالإضافة إلى ذلك، هناك حكايات أخرى عن سجن الفتيات في الجزيرة وإجبارهن على ممارسة الجنس مع ضيوف إبستين من الأثرياء الفاسدين، وأشهرهم الأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز، الذي انتهى به الأمر منبوذاً من العائلة الملكية ومدمر السمعة اجتماعياً، ومحط سخرية بسبب مقابلته الشهيرة التي نفى فيها ممارسة الجنس مع فيرجينيا جوفري عندما كانت في عمر 17 عاماً.

فيرجينيا جوفري نفسها، وهي أشهر ضحايا إبستين، صرحت بأنها كانت تُمرر كصحن فاكهة من ثري إلى آخر، وتُعامل كقطعة لحم. وفي 24 أبريل الماضي، انتحرت عن عمر يناهز 41 عاماً في أستراليا، مما زاد من الإثارة لدى المهتمين بهذه القضية، حيث ادعى والدها أنها لم تنتحر بل إن "شخصاً ما وصل إليها".

شبكة إبستين المعقدة من الأسرار والعلاقات مع شخصيات نافذة في المجتمع المخملي استمرت في النمو بعد انتحاره، خاصة وأن شريكته ومديرة أعماله، ماكسويل، لا تزال على قيد الحياة وتقبع في سجن فيدرالي في فلوريدا، حيث تقضي حكماً بالسجن لمدة عشرين عاماً بتهمة الاتجار بالقاصرات والتآمر لاستدراجهن ونقلهن عبر الولايات بغرض إجبارهن على ممارسة أنشطة جنسية إجرامية.

ماكسويل، الحافظة للأسرار، كانت قد أهدت صديقها إبستين عندما بلغ الخمسين من عمره (عام 2003) ألبوماً يضم رسائل تهنئة من أصدقائه المقربين. وفي الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً ذكرت فيه أن ترامب كان من بين الذين شاركوا في هذا الألبوم برسالة مطبوعة محاطة برسم لامرأة عارية، حيث وقع ترامب اسمه فوق الجزء الحميم من الرسم.

أجج هذا المقال الجدل الدائر منذ فترة في الأوساط الجمهورية، وخاصة بين مؤيدي حركة "ماغا"، حول ضرورة تنفيذ إدارة ترامب لوعودها بالكشف عن ملفات التحقيق مع إبستين وشريكته وإعلان قائمة "زبائن" إبستين المخفية، والتي كانوا يأملون أن تفضح خصومهم من السياسيين الديمقراطيين. إلا أن وزارة العدل نفت وجود مثل هذه القائمة، مما أدى إلى انقسام قاعدة "ماغا" بين من صدق النفي ومن اعتبره استمراراً للمؤامرة. واضطر ترامب إلى التدخل بنفسه لحسم الخلاف الذي ظهر في قاعدته الصلبة، منتقداً مناصريه الذين هاجموا وزيرة العدل بام بوندي، ووصفهم بالضعفاء الذين انقادوا وراء خدعة إبستين التي اختلقها خصومه الديمقراطيون.

ومع ذلك، فقد وجه ترامب وزيرة العدل بام بوندي بتقديم طلب رسمي إلى المحكمة الفيدرالية في مانهاتن لرفع السرية عن شهادات هيئة المحلفين الكبرى المتعلقة بالقضية ضد إبستين وشريكته ماكسويل.

أما الرسالة التي كتبت عنها "وول ستريت جورنال"، فقد نفى ترامب أن يكون هو من كتبها، قائلاً إنه لا يجيد الرسم أصلاً، ورفع يوم الجمعة دعوى قضائية ضد الصحيفة (التي وصفها بأنها كومة قمامة) ومالكها روبرت مردوخ وشركتي "داو جونز" و"نيوز كورب" والصحافيين خديجة صفدر وجوزف بالاتسولو بتهمتي التشهير والافتراء، مطالباً بتعويض قدره 10 مليارات دولار عن كل تهمة، أي ما مجموعه 20 مليار دولار.

من جهتها، أكدت الصحيفة أنها واثقة تماماً من صحة الرسالة التي لم تنشر صورتها، والتي تحمل توقيع الرئيس الفريد من نوعه، والذي من المفترض أنه لا يمكن تزويره، كما أنه لم يتغير، سواء في أيام الصبا والطيش أو في الأيام الذهبية لخريف العمر في البيت الأبيض.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: