الإثنين, 21 يوليو 2025 11:32 PM

السويداء: وقف إطلاق النار يرسخ، وإجلاء عائلات بدوية بعد اشتباكات دامية

السويداء: وقف إطلاق النار يرسخ، وإجلاء عائلات بدوية بعد اشتباكات دامية

أجلت السلطات السورية صباح الاثنين عائلات بدوية من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وذلك في اليوم الثاني من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى مواجهات دامية خلفت أكثر من 1100 قتيل خلال أسبوع.

تأتي هذه الأحداث بعد تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع يوم السبت بحماية الأقليات ومحاسبة جميع "المنتهكين من أي طرف كان". وقد دخل وقف إطلاق النار الذي أعلنته السلطات السبت حيز التنفيذ الفعلي يوم الأحد، بعد انسحاب مقاتلي البدو والعشائر من مدينة السويداء التي استعاد المقاتلون الدروز السيطرة عليها.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين عن تسجيل "خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار"، تمثلت في "إطلاق قذائف وهجمات بطائرات مسيّرة من قبل مسلحي العشائر على" محاور عدة في شمال مدينة السويداء.

شاهد مراسل "فرانس برس" على مشارف السويداء أربع حافلات وسيارات خاصة تُجلي عائلات من البدو بينهم نساء وأطفال، خرجت باتجاه مراكز إيواء في محافظتي درعا المجاورة ودمشق بالتنسيق مع الهلال الاحمر العربي السوري.

وقال إن قوات الأمن السوري رفعت سواتر ترابية تفصل بين أطراف بلدة بصر الحرير في درعا ومدينة السويداء ومحاور أخرى في ريف المدينة الغربي، بينما تجوّل خلفها عدد من العناصر، وبجانبهم عدد من مقاتلي العشائر بملابسهم التقليدية وأسلحتهم الخفيفة. وقد توزعوا تحت الأشجار وعند جانبي الطريق.

اندلعت الاشتباكات في 13 تموز/يوليو بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، وسرعان ما تطورت الى مواجهات دامية تدخلت فيها القوات الحكومية ومسلحي العشائر، وشنّت اسرائيل خلالها ضربات على محيط مقار رسمية في دمشق واهداف عسكرية في السويداء. وأسفرت عن مقتل أكثر من 1100 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز، وفق المرصد.

يقول مسؤول في الطبابة الشرعية في مستشفى السويداء الوطني لوكالة "فرانس برس"، من دون الكشف عن اسمه: "سلمنا 361 جثة إلى عائلات أصحابها، بينما لا يزال لدينا 97 جثة مجهولة الهوية".

دخلت الأحد قافلة مساعدات إنسانية مدينة السويداء، هي الأولى منذ بدء المواجهات، تحمل وفق ما أفاد مسؤول في الهلال الأحمر السوري سللاً غذائية ومستلزمات طبية وطحيناً ومحروقات وأكياسا للجثث.

بحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "خرجت المستشفيات والمراكز الصحية في السويداء عن الخدمة" وسط "نقص واسع في الغذاء والماء والكهرباء وتقارير عن جثامين غير مدفونة ما يثير مخاوف حقيقية على الصحة العامة".

أشار التقرير إلى أن الوصول إلى السويداء "لا يزال مقيداً للغاية"، لافتاً إلى أنه "في حين تم مناقشة فتح ممرات، إلا أن الوصول الميداني الفعلي لم يؤمن بعد لتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق".

أوقعت الاشتباكات التي تخللتها عمليات اعدام وانتهاكات، 1120 قتيلاً منذ اندلاعها في 13 تموز/يوليو، بينهم قرابة 300 مدني درزي، بحسب حصيلة للمرصد الأحد. كما دفعت أكثر من 128 ألف شخص الى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

تعاني قلة من السكان ما تزال تلازم منازلها في السويداء من انقطاع الكهرباء والماء، فيما الغذاء شحيح مع استمرار إقفال المحال التجارية.

جاء إعلان الرئاسة السورية السبت عن وقف لإطلاق النار بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن هدنة بين سوريا وإسرائيل التي تعهدت مرارا بحماية الدروز. وسبق لها أن حذّرت السلطات الانتقالية من أنها لن تسمح بوجود قواتها في جنوب سوريا على مقربة من هضبة الجولان التي تحتل أجزاء واسعة منها منذ 1967.

أتاح الاتفاق بدء انتشار قوات الأمن الداخلي في أجزاء من المحافظة، من دون المدن الكبرى بينها السويداء، بعيد انسحاب مقاتلي العشائر والبدو.

مشاركة المقال: