انطلقت صباح اليوم من مدينة حلب قافلة مساعدات إنسانية متجهة نحو محافظة درعا، وذلك في إطار مبادرة أُطلق عليها اسم "فزعة حلب". تهدف هذه المبادرة إلى تقديم الدعم اللازم للأهالي في الجنوب السوري والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي تفاقمت نتيجة للتوترات الأمنية وتدهور الأوضاع المعيشية.
أوضح عبد الكريم ليلى، مدير الإعلام في محافظة حلب، أن القافلة ستتوجه إلى مراكز الإيواء والمشافي في محافظة درعا، وذلك استجابة للاحتياجات المتزايدة للعائلات التي نزحت من مناطق التوتر. وأضاف أن الحملة تم تنظيمها من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب، بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية المحلية، وذلك في إطار الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني المتدهور في جنوب البلاد.
وأشار ليلى إلى أن المساعدات تستهدف بشكل خاص العائلات المهجرة من محافظة السويداء، والتي اضطرت إلى النزوح نتيجة للاعتداءات التي تشنها ميليشيات الهجري الخارجة عن القانون. وأكد أن القافلة تضم أيضًا إسعافات أولية ومواد إغاثية عاجلة لتلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين.
وبحسب معلومات حصل عليها موقع من مصدر في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، تتألف القافلة من خمس شاحنات محمّلة بمواد غذائية وطبية ولوجستية. الشاحنتان الأولى والثانية تحتويان على أكثر من 2600 سلة غذائية، بوزن يتجاوز 22 كيلوغرامًا لكل سلة. أما الشاحنة الثالثة، فتحمل مستلزمات متنوعة تشمل ألبسة للأطفال والنساء، وسلال نظافة، وبطانيات، وطرود تمر وصابون، بالإضافة إلى بعض المستلزمات الكهربائية الخفيفة كالبطاريات والشواحن، إلى جانب الحفاضات، المناديل النسائية، مياه الشرب، والفرشات الميدانية.
فيما خُصصت الشاحنة الرابعة لسلال غذائية إضافية، بينما حملت الخامسة مساعدات طارئة كوجبات جاهزة وخبز وسلال نظافة، ورافقتها سيارتا إسعاف مجهزتان بالكامل لتقديم الرعاية الطبية الأولية في مناطق النزوح.
تُعد هذه القافلة من أكبر المبادرات التضامنية التي تنطلق من الشمال السوري باتجاه الجنوب، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى التدخلات الإنسانية، خاصة بعد خروج عدد كبير من عائلات البدو من منازلهم في السويداء، عقب احتجازهم لأيام، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه السبت الماضي بين سوريا وإسرائيل برعاية أمريكية.