في زيارته الثالثة إلى بيروت، بدا المبعوث الأميركي توماس برّاك حازماً للغاية، ناقلاً موقفاً إسرائيلياً بصفة أمريكية. التقى برّاك بالرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ومسؤولين آخرين، مؤكداً على ما ورد في الورقة الأميركية دون الإشارة إلى الرد اللبناني.
جدد برّاك تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية نزع سلاح حزب الله، مصراً على أن الحزب «منظمة إرهابية» لا تتفاوض معها واشنطن. وأعلن صراحةً عدم قدرة واشنطن على تقديم الضمانات التي يطلبها لبنان، مؤكداً أنهم لا يستطيعون إرغام إسرائيل على فعل أي شيء، وأن الأمر يعود للحكومة اللبنانية.
أفادت مصادر مطلعة أن برّاك لم يفتح باباً للنقاش مع الرئيسين عون وسلام، وكرر موقف إدارته بشأن سلاح حزب الله، محذراً من أن الولايات المتحدة قد تسحب يدها من الملف اللبناني إذا لم تنفذ الدولة اللبنانية المطلوب وتتخذ قراراً بالإجماع بنزع السلاح في أسرع وقت.
تطرق المبعوث الأميركي إلى الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن أميركا دعمت الشرعية هناك، لكن الأمور لم تسر كما هو متوقع.
من جهته، أكد الرئيس عون أن موضوع السلاح هو ملف داخلي تتم معالجته مع حزب الله، مشيراً إلى أهمية استمرار الرعاية الأميركية للاستقرار في لبنان. وردّ برّاك بأن الولايات المتحدة ليست ملزمة بمساعدة لبنان إذا لم يتم تنفيذ المطلوب.
أشار برّاك إلى أن الولايات المتحدة تعمل على معالجة الأمور في سوريا، مؤكداً أن ما حدث في سوريا لن يتكرر في لبنان، وأن بلاده لن تقدم شيئاً للبنان قبل تنفيذ المطلوب والإجابة عن سؤال نزع سلاح حزب الله.
وكان الرئيس عون قد سلم براك مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الأول 2024، والتي تضمنت تأكيد ضرورة بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية، مع صون السيادة اللبنانية وإعادة الإعمار بضمانة ورعاية من أصدقاء لبنان.
وفي حديث لتلفزيون لبنان، صرح برّاك بأنه ليس لدى أميركا أي مطالب، وأن واشنطن صديقة للبنان وتسعى للمساعدة في إيجاد تفاهم بين المكونات اللبنانية. وأضاف أنه لم يجر أي حوار مع حزب الله وأنهم يمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية.
من المقرر أن يلتقي برّاك اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدداً من الشخصيات السياسية. وكان قد التقى أمس عدداً من الوزراء في السفارة الأميركية في بيروت، من بينهم عامر البساط، فادي مكي، يوسف رجّي وجو عيسى الخوري. كما التقى النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار