أكد لؤي ضاهرو، مدير مديرية نقل الركاب في محافظة طرطوس، في تصريح لمنصة إعلامية، عن إعادة النظر في مسافات خطوط النقل داخل المحافظة. تأتي هذه الخطوة تمهيداً لإصدار تعرفة نقل جديدة توصف بأنها "عادلة ومنصفة". بالتوازي مع ذلك، تعمل المؤسسة العامة لنقل الركاب على إعادة هيكلة شاملة لشبكة النقل الداخلي، بهدف تحسين كفاءة التنظيم وتوسيع نطاق التغطية، خاصة في المناطق الحيوية والنائية.
وأوضح ضاهرو أن الدراسة الحالية تهدف إلى وضع تسعيرة تتناسب مع احتياجات كل من المواطنين ومقدمي الخدمة. وأشار إلى أن لكل خط نقل خصوصيته، مما يستدعي دراسة مستقلة لكل منها، مؤكداً أن التسعيرة الجديدة ستكون عادلة. وأضاف أن احتساب التعرفة الجديدة سيستند إلى معايير دقيقة، تشمل التكلفة التشغيلية للآليات، وصعوبة الطرق، ونسبة التبديل على الخطوط، مع مراعاة الدخل المحدود للمواطنين، وتحقيق توازن اقتصادي لقطاع النقل.
وفيما يتعلق بالنقل داخل المدينة، أشار ضاهرو إلى تحسن ملحوظ في منظومة النقل الداخلي مؤخراً. وكشف عن خطط قريبة لتفعيل مسارات جديدة داخل مدينة طرطوس، تربط المناطق الحيوية ببعضها لتسهيل حركة المواطنين. وبالنسبة للمناطق البعيدة أو المزدحمة، أكد ضاهرو أن المديرية تعمل على تغطية جميع المناطق بخدمات النقل، مؤكداً أنه لم تعد هناك أي قرية غير مخدمة، وأن جميع الشكاوى المتعلقة بهذا الأمر قد تمت معالجتها، مع الاستعداد لتلقي ومعالجة أي شكاوى إضافية.
من جهتهم، يطرح المواطنون، ومن بينهم علي العبد الله من سكان ريف طرطوس، تساؤلات حول ما إذا كانت إعادة دراسة مسافات الخطوط ستؤدي إلى تخفيض أجور النقل في بعض المناطق أو زيادتها في مناطق أخرى. كما يتساءلون عن موعد شعورهم بتحسن حقيقي في خدمات النقل وتنظيم الحركة داخل المدينة وخارجها. ويثير الأهالي أيضاً مسألة التزام الجهات المعنية بتوفير حافلات إضافية في الأحياء البعيدة أو المزدحمة، وكيف ستضمن المؤسسة عدالة التسعيرة وتناسبها مع القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. وعلى الرغم من تأكيدات مديرية النقل على أن "العدالة" ستكون حاضرة في التسعيرة المنتظرة، إلا أن التطبيق الفعلي هو المعيار الأهم لتقييم كفاءة وشمولية الخدمة، واستعادة ثقة المواطنين بقطاع النقل العام في المحافظة.