الأربعاء, 23 يوليو 2025 04:27 AM

تنور أبو محمد: نار الكفاح تضيء طريق اللاذقية رغم صعوبة الظروف المعيشية

تنور أبو محمد: نار الكفاح تضيء طريق اللاذقية رغم صعوبة الظروف المعيشية

على الطريق الواصل بين رأس العين وبيت ياشوط في ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، ينتصب تنور العم أبو محمد منذ أكثر من ثلاثين عاماً. يبدأ يومه مع ساعات الفجر الأولى بإشعال الحطب، ولا تنطفئ ناره حتى منتصف الليل. ورغم هذا الجهد الكبير، يؤكد أبو محمد أن النفقات تفوق الإيرادات، وأن العمل لا يكفي لتأمين حياة كريمة.

يشاركه في العمل زوجته التي تساعده في إعداد العجين وتحضير المحمرات والقريشة والجبنة والزعتر إلى جانب الخبز. ويضيف أبو محمد أن التنور، على الرغم من وقوعه خارج التجمعات السكنية، أصبح مقصداً يومياً لعابري الطريق، بمن فيهم زوار من خارج المحافظة، الذين يتوقفون لتذوق منتجاته البسيطة.

وفي حديثه لصحيفة “الحرية”، أوضح أبو محمد أنه أقام بجانب التنور جلسة خشبية متواضعة، مما حول المكان إلى محطة صغيرة على الطريق تستقبل الغرباء والأقرباء وأهالي القرى المجاورة. ورغم الإقبال، يظل المردود متواضعاً ولا يتناسب مع ساعات العمل الطويلة وتكاليف الحطب والطحين والمواد الأخرى.

يتابع العم أبو محمد بأنه يعمل بصمت ولا يشتكي، لكن الدخل لا يكفي لتلبية احتياجات عائلته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. ويؤكد أن ما يبقيه في هذا العمل هو محبة الناس وتقديرهم.

ورغم كل التحديات، يبقى التنور مضاءً باستمرار، رمزاً للصبر والجهد في مواجهة أعباء الحياة. يصر العم أبو محمد على مواصلة العمل، مستمدًا قوته من التقدير الذي يحظى به من زوار المكان. في هذا الركن البعيد، يلتقي الكدح بالأمل، ليشكلا حياة بسيطة لا تعرف الاستسلام، وبين نيران التنور يكتب الرجل قصة كفاح صامتة تستحق التقدير.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: