الخميس, 24 يوليو 2025 06:13 AM

الغوطة الشرقية: قرار نقل دائرة النفوس يثير غضب الأهالي ومطالبات بالإبقاء عليها في كفربطنا

الغوطة الشرقية: قرار نقل دائرة النفوس يثير غضب الأهالي ومطالبات بالإبقاء عليها في كفربطنا

أثار الحديث عن نية الجهات المعنية نقل دائرة النفوس من موقعها الحالي في كفربطنا إلى ناحية جرمانا أو المليحة، استياءً واسعًا في أوساط أهالي الغوطة الشرقية. واعتبر الأهالي هذا القرار غير مدروس، مؤكدين أنه سيزيد من معاناتهم اليومية بسبب بعد المسافة، وغياب وسائل النقل العامة، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية المحتملة في المناطق البديلة.

وقدّم رؤساء بلديات بلدات حمورية، كفربطنا، سقبا، حزة، جسرين، عين ترما، وبيت سوى كتابًا رسميًا إلى محافظة ريف دمشق ومديرية منطقة الغوطة الشرقية، مطالبين بالإبقاء على دائرة النفوس في موقعها الحالي في كفربطنا، والعمل على تطويرها وتحديث خدماتها، لتظل مركزًا خدميًا متاحًا لجميع البلدات المجاورة، كما كانت على مدى أكثر من أربعة عقود.

يقول مصطفى الخالد، أحد أبناء بلدة سقبا: "القرار غير مفهوم ولا مبرر. يبدو أن البعض نظر إلى الخرائط ورأى أن جرمانا أقرب جغرافيًا، لكنه نسي الناس والواقع! لماذا لم يتم استشارة مجالس البلديات؟ هذا القرار، إذا نُفذ، سيكون عبئًا إضافيًا على الأهالي".

عبير، وهي أم لأربعة أطفال من بلدة عين ترما، ترى أن القرار سيضع النساء والعائلات في مواجهة مشاق إضافية، قائلة: "إذا أردنا ورقة من النفوس، علينا الذهاب من عين ترما أو جسرين إلى جرمانا أو المليحة؟ لا يوجد نقل، ولا أمان، والمصاريف تفوق طاقتنا. كفربطنا موقع وسطي وقريب، وكلنا معتادون عليها".

من جانبه، قال محمد علي، من بلدة حمورية: "دائرة النفوس موجودة في كفربطنا منذ 40 عامًا. إذا كانت هناك نية للتطوير، فليطوروها في مكانها. لا تجعلونا نتحمل مشقة جديدة بدون مبرر. جرمانا بعيدة، وتحتاج إلى أربع وسائل نقل ذهابًا وإيابًا. حتى المليحة أقرب، لكنها لا تخدم جميع البلدات. يجب إعادة النظر في القرار فورًا".

أجمع الأهالي على أن القرار، في حال تنفيذه، سيتسبب في أعباء مالية وإنسانية غير مبررة، في منطقة لا تزال تتعافى من آثار الحرب، وتعاني من غياب خدمات النقل العامة وارتفاع تكلفة المواصلات. كما أشاروا إلى مخاوف أمنية من التوجه إلى جرمانا، في ظل التوترات الأمنية المعروفة هناك.

تضمّن الكتاب المقدم من رؤساء البلديات أرقامًا تقديرية لسكان كل بلدة، وبيّن أن كفربطنا تخدم عشرات الآلاف من المواطنين، ما يجعلها الخيار الأنسب جغرافيًا وإداريًا، بحكم موقعها الوسيط بين بلدات الغوطة، وسهولة الوصول إليها.

بناءً على ذلك، عُقد اجتماع لأعيان البلدات المذكورة في إدارة المنطقة، وأكد يوسف المؤذن، مسؤول إعلامي في بلدة كفر بطنا، أنه خلال الاجتماع تعهد مدير المنطقة بأن تبقى دائرة النفوس في كفربطنا إذا وُجد المكان المناسب لها. وأشار إلى أن الأهالي والمعنيين في كفربطنا يسعون جاهدين لتجهيز وتأمين مكان مناسب بحسب مطالبهم. وأضاف أن هناك وعدًا ضمنيًا من مدير المنطقة بعدم تنفيذ قرار النقل، بشرط تأمين موقع بديل ومناسب داخل كفربطنا.

يرى الأهالي أن اتخاذ قرارات خدمية مصيرية يجب أن يُبنى على تشاور ميداني مع السكان والمجالس المحلية، لا على مخططات جغرافية أو معايير تنظيمية جامدة، مؤكدين أن الإبقاء على دائرة النفوس في كفربطنا هو الخيار الواقعي والإنساني الوحيد، تجنبًا لتحميل المواطنين أعباءً هم في غنى عنها، في وقت يعيشون فيه ظروفًا معيشية ضاغطة.

مشاركة المقال: