نظمت جمعية "آية صوفيا الخيرية" وقفة احتجاجية في منطقة السقيلبية بريف حماة الغربي، للمطالبة بالكشف عن مصير حمزة العمارين، المتطوع في الدفاع المدني السوري، الذي فُقد في السويداء أثناء تأدية مهامه الإنسانية منذ عدة أيام.
الوقفة، التي نُظمت يوم الثلاثاء، تأتي في إطار جهود الجمعية للضغط على الفصائل المسلحة المسيطرة على المنطقة للكشف عن مصير المتطوع المفقود. وتسعى الجمعية أيضًا إلى لفت انتباه المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والصحافية إلى خطورة استهداف العاملين في المجال الإنساني. وقد تم تنسيق الوقفة مع فايز لطوف، مدير منطقة الغاب، للتأكيد على ضرورة حماية الطواقم الإنسانية ومطالبة الجهات المختصة بتحمل مسؤولياتها.
عدنان أحمد، أحد المتطوعين في الجمعية، قال: "نقف اليوم تضامناً مع زميلنا حمزة العمارين، ونرسل رسالة واضحة بأن استهداف المنقذين والمسعفين هو استهداف للإنسانية كلها، ويندرج ضمن الأعمال الإجرامية التي تنفذها عصابات الهجري العميلة والخائنة. نحملهم المسؤولية الكاملة عن سلامته الجسدية والنفسية". وأضاف: "نؤكد أهمية احترام العمل الإنساني وحياده، وندعو المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لحماية العاملين الإنسانيين في سوريا".
مارينا عدرا، المشاركة في الوقفة، قالت: "أنا هنا اليوم لأنني أرفض أن يبقى صوت الإنسان غائبًا. جئنا لنعبر عن تضامننا مع زميلنا حمزة العمارين، الذي لا نعلم عنه شيئًا منذ أيام، بعد أن فُقد أثناء تأدية واجبه الإنساني. حمزة لم يكن مقاتلاً، بل كان يحمل أمل الناس تحت الأنقاض".
عبدالله البدران، مشارك من جمعية آية صوفيا، أشار إلى أن استهداف الكوادر الإنسانية والطبية، وعلى رأسها فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، هو "جريمة لا يمكن السكوت عنها". وأضاف: "الفصائل المسيطرة على السويداء تتحمل مسؤولية مباشرة عن هذا الترهيب المستمر، وتحاول قمع العمل الإنساني لأنه يفضح جرائمهم".
غالية مسعود، مشاركة في الوقفة، أكدت أن الاحتجاج لن ينتهي حتى يتم الكشف عن مصير زميلهم: "نحن هنا لنقول: لن ترهبونا. نطالب بالكشف الفوري عن مصير حمزة العمارين، ونطالب بحماية الكوادر الإنسانية بموجب القانون الدولي".
من جانب آخر، أصدر الدفاع المدني السوري بياناً أكد فيه أن حمزة العمارين فُقد الاتصال معه منذ 6 أيام خلال مهمة إنسانية في السويداء، وأن المعلومات تشير إلى اختطافه من قبل مجموعة عسكرية محلية. وجدد الدفاع المدني المطالبة بإطلاق سراح حمزة العمارين، وحمّل الفصائل المسيطرة على السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامته، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي في سوريا. تُعد هذه الوقفة جزءاً من حملة أوسع لفضح الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني، والتأكيد على أن العمل الإنساني يجب أن يبقى خارج نطاق الصراعات السياسية.