الخميس, 24 يوليو 2025 01:46 AM

تقرير يكشف: كيف عرقلت إسرائيل اتفاق السلام المحتمل بين سوريا وإسرائيل؟

تقرير يكشف: كيف عرقلت إسرائيل اتفاق السلام المحتمل بين سوريا وإسرائيل؟

كشف موقع "Responsible Statecraft" الأميركي عن تفاصيل مثيرة حول جهود أمريكية للوساطة بين سوريا وإسرائيل، وكيف قوضت إسرائيل هذه الجهود بضرباتها في سوريا.

وفقًا للموقع، قبل أيام قليلة من تحليق طائرات F-35 الإسرائيلية فوق دمشق، كان المبعوث الأميركي الخاص توم برّاك، الذي يشغل أيضًا منصب سفير لدى تركيا ومسؤول عن الملف السوري، يجري محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل. وأبدت الحكومة السورية، بقيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، انفتاحها على اتفاقية عدم اعتداء مع إسرائيل، وهو ما رحب به وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر علنًا.

وأشار الموقع إلى أن الاتفاق كان قريبًا في 12 تموز، حيث ورد أن الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني التقيا بمسؤولين إسرائيليين في أذربيجان، مقابل ضمانات أمنية ومساعدات لإعادة الإعمار والاستثمار. كما التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيًا بالشرع في الرياض وبدأ في تفكيك العقوبات، بهدف إعادة تأهيل سوريا والإندماج الإقليمي. وكان دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش الوطني السوري الناشئ جزءًا من هذه الرؤية، وهو ما أكده برّاك لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.

وأوضح الموقع أن إسرائيل اعتبرت اندلاع العنف في محافظة السويداء فرصة لعرقلة التقدم نحو السلام. فعندما تدخلت الحكومة السورية لاستعادة النظام في السويداء، أخطرت إسرائيل مسبقًا بتحركات القوات، لكن إسرائيل اعتبرت ذلك تهديدًا وقامت بشن غارات جوية على الدبابات السورية ثم على دمشق. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الغارات بأنها ضرورة أخلاقية لحماية الأقلية الدرزية.

وأكد الموقع أن تصرفات إسرائيل تقوض السياسة الأميركية وتمنع ترسيخ سوريا موحدة. وأشار إلى أن الزعماء الروحيين للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخان حمود الحناوي ويوسف جربوع، يؤكدان على هويتهم السورية ويطالبان بالحماية من الدولة السورية، لا من القوى الخارجية. وأكد الشيخ جربوع أن أي هجوم على الدولة السورية هو هجوم عليهم.

وكشف الموقع أن إسرائيل سمحت بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء، معترفةً بأن الحكومة السورية هي الطرف الفاعل الذي لا غنى عنه لاستعادة النظام. وأشار إلى أن الإدارة الأميركية فوجئت بالقصف الإسرائيلي وأمرت الإسرائيليين بالتراجع والهدوء.

وختم الموقع بالإشارة إلى أن إسرائيل تُقوّض التقارب الأميركي السوري، تمامًا كما فعلت مع المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. وأكد أن إسرائيل تهاجم القوات الحكومية السورية التي تدعي أنها تريد إبرام اتفاق معها. وأن رؤية وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لتقسيم سوريا تتعارض مع الدولة الموحدة التي تعمل الولايات المتحدة على بنائها. وأن إسرائيل تهدف إلى السيطرة على مصير سوريا بغض النظر عن الضرر الذي قد يلحق بالاستراتيجية الأميركية.

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن الاختبار النهائي لإدارة ترامب هو ما إذا كانت قادرة على كبح جماح النهج العدواني لإسرائيل والسماح لرؤيتها الخاصة لسوريا موحدة ومستقرة بأن تتجذر.

المصدر: "لبنان 24"

مشاركة المقال: