انطلقت مساء اليوم من محافظة السويداء قافلة إنسانية جديدة، تضم أكثر من 500 مدني على متن 6 حافلات وأكثر من 45 سيارة، وفقًا لما أفاد به مراسل "سوريا 24".
تتألف القافلة من عائلات من بدو السويداء وعشائر من محافظات سورية أخرى، وذلك في إطار تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا لتهدئة الأوضاع واستعادة الاستقرار في المنطقة.
وفي هذا السياق، أوضح العميد شاهر عمران، قائد قوة الأمن الداخلي في محافظة درعا، أن عملية إخلاء الدفعة الثالثة من الراغبين في المغادرة من السويداء تمت بنجاح ودون أي مشاكل. وأشار إلى أن القوات الأمنية تعاملت بمسؤولية كبيرة لتأمين تحرك القافلة وضمان سلامة المدنيين.
وأضاف العميد عمران: "نحن مستمرون في دعم اتفاق التهدئة لضمان سلامة المدنيين وتحقيق الأمن. نأمل أن تكون الأيام القادمة أفضل، وندعو جميع أهلنا السوريين، خاصة في المناطق المتضررة، إلى التحلي بالصبر والهدوء لإنجاح الاتفاق وتنفيذه بما يتوافق مع توجيهات السيد الرئيس أحمد الشرع. نأمل أن تشهد المحافظة تعافيًا تدريجيًا واستعادة الأمن والاستقرار".
من جانبه، أكد العميد أحمد الدالاتي، قائد قوة الأمن العام في محافظة السويداء، أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودًا كبيرة لتأمين المحافظة بعد الاتفاق، رغم صعوبة المرحلة. وقال: "نحن نواجه تحديات جدية، ولكن بفضل توجيهات وزارة الداخلية والتنسيق الكامل بين وحدات الأمن العام، نواصل العمل بلا كلل".
وأردف العميد الدالاتي: "نعمل على تأمين العائلات النازحة مؤقتًا من البدو والعشائر، ونوفر لهم الحماية والدعم حتى عودتهم إلى مناطقهم الأصلية. كما بدأنا بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى مدينة السويداء ومناطق أخرى تعاني من ظروف إنسانية صعبة للغاية".
وشدد العميد الدالاتي على أن "الحكومة تضع اليوم في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار وتنفيذ وقف إطلاق النار، بالتوازي مع معالجة الواقع المعيشي والإنساني، لا سيما في ما يتعلق بالحاجات الأساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب، التي تأثرت بشكل مباشر بالوضع الأمني".
ودعا إلى تفعيل دور جميع مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن "القيادة السياسية مستنفرة، وتراقب التطورات عن كثب حتى نخرج من هذه الأزمة بتكاتف وطني حقيقي يضع البلاد على مسار التعافي والاستقرار".
واختتم الدالاتي مناشدًا السوريين في جميع المحافظات: "نحتاج اليوم إلى وقف خطاب الكراهية والابتعاد عن لغة الاقتتال، التي تسببت بتبعات مؤلمة على الجميع. نريد أن يُرجَّح صوت العقل والوعي، وأن تُطرح مقاربة وطنية أكثر عقلانية في التعامل مع المشهد الأهلي، بما يضمن الحفاظ على وحدة المجتمع واستقراره".
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه محافظة السويداء تحولات ميدانية مهمة، بالتوازي مع خطوات عملية لتنفيذ الاتفاق، وبدء مرحلة جديدة من العمل الإنساني والأمني لإعادة الاستقرار وتخفيف المعاناة عن الأهالي المتضررين من الأحداث الأخيرة.