السبت, 26 يوليو 2025 10:04 AM

أزمة ملعب برنابيو: أتلتيكو مدريد يستفيد من تعليق الحفلات ويستضيف كبار الفنانين

أزمة ملعب برنابيو: أتلتيكو مدريد يستفيد من تعليق الحفلات ويستضيف كبار الفنانين

في خطوة لتحويل ملعبه التاريخي إلى وجهة متعددة الاستخدامات على مدار العام، قام ريال مدريد بتنفيذ أعمال تجديد واسعة النطاق بين عامي 2019 و2024. شملت التجديدات واجهة عصرية، ومدرجات جديدة، وسقفًا قابلاً للطي بمساحة 8 آلاف متر مربع، وهو مشروع تم تمويله بقروض بلغت قيمتها 1.1 مليار يورو.

لكن هذا الطموح اصطدم بمعارضة السكان القريبين من ملعب سانتياغو برنابيو، نظرًا لموقعه في قلب العاصمة ومحاطته بالمباني السكنية. بعد سلسلة من الحفلات في صيف 2024، تصاعدت الشكاوى المتعلقة بالضوضاء. ونتيجة لذلك، أعلن ريال مدريد قبل نحو عام تعليق جميع الحفلات في ملعبه، في انتظار إيجاد حل. هذا القرار أتاح الفرصة لملعب «ميتروبوليتانو» الخاص بأتلتيكو مدريد، والذي يقع بعيدًا عن وسط المدينة والمناطق السكنية، للاستفادة من الوضع.

خلال صيف هذا العام، قدم ثلاثة من نجوم الموسيقى الإسبانية عروضهم في ملعب ميتروبوليتانو، بدلاً من ملعب سانتياغو برنابيو حيث كان من المقرر أصلاً إقامة حفلاتهم. كما شكل اختيار نجم الريغيتون الشهير البورتوريكي باد باني لملعب الغريم أتلتيكو لإقامة 10 حفلات العام المقبل، ضربة قوية إضافية للنادي «الملكي».

يتناقض هذا القرار مع تصريح عمدة العاصمة الإسبانية خوسيه لويس مارتينيس-ألميدا الذي أكد في نيسان/أبريل أن ملعب برنابيو هو الوحيد القادر على جذب أشهر الفنانين وأكثرهم عراقة، على غرار النجمة الأميركية تايلور سويفت التي أحيت حفلاً هناك في أيار/مايو 2024.

ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعة أوفييدو (شمال إسبانيا) بلاسيدو رودريغيس غيريرو في تصريح لوكالة فرانس برس أن هذا الوضع ألحق «ضرراً بالغاً بسمعة» ريال مدريد، مضيفاً «هذا يُظهر أن ريال مدريد لا يبلي البلاء الحسن». وفي نهاية 2024، طمأن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس المشجعين بشأن الأثر المالي لهذا الفشل، موضحاً أن الحفلات الموسيقية لا تمثّل سوى 1% من ميزانية النادي التي تجاوزت إيراداتها 1.1 مليار يورو خلال موسم 2024-2025.

لكن بالنسبة إلى المدير التنفيذي لشركة الاستشارات «442 ديزاين» ومقرها في إدنبره الاسكتلندية ديفيد دان والذي عمل على مشاريع تجارية أطلقتها أندية مثل أرسنال الإنكليزي وميلان الإيطالي، فإن هذا الوضع يمثل «ضربة قوية وموجعة» للعملاق المدريدي. وشرح في تصريح لوكالة فرانس برس أنه رغم كون إيرادات المباريات، زيارات الملعب ومبيعات المتاجر «ممتازة»، إلا أن النادي كان يُعوّل على «تنظيم عدد من الفعاليات الكبرى والحفلات الموسيقية».

ووفقاً لموقع «بزنس إنسايدر»، كان ريال مدريد يأمل بالحصول على 100 مليون يورو سنوياً من الفعاليات الموسيقية. ويُقدّر الأستاذ رودريغيس غيريرو أن النادي خسر «عشرات الملايين من اليوروهات» هذا الصيف لصالح غريمه أتلتيكو، كما يؤكد أنه في حال رغب في استئناف إقامة الحفلات على ملعبه، فإن ذلك «سيكلّفه الكثير» من الاستثمارات.

وأشار الخبير في الهندسة المعمارية بجامعة بوليتكنيك في كاتالونيا فرانسيسك دومال، إلى أن نقطة الضعف الرئيسية في ملعب سانتياغو برنابيو في ما يخص الحفلات الموسيقية تكمن في سقفه القابل للطي، معتبراً أن الملعب «يشبه الخيمة»، لأنه مغطى بهيكل «خفيف» مع «فتحات وألواح خارجية تسمح بدخول الهواء».

وأضاف أن «حلّ مشكلات عزل الصوت» الناتجة من الحفلات الموسيقية «ليس أمراً بسيطاً» في ظل هذه الظروف، مشيراً إلى أن ملعب أتلتيكو مدريد، على العكس، صُمم منذ البداية مع إيلاء اهتمام خاص للصوتيات. وأكد عشاق الموسيقى الذين توافدوا بأعداد كبيرة إلى ملعب ميتروبوليتانو في الأسابيع الأخيرة ميزة هذا الملعب.

وقالت سارة، وهي مختصة في مجال التواصل وتبلغ من العمر 34 عاماً، وحضرت حفلة تايلور سويفت في ملعب سانتياغو برنابيو، ثم حفلة المغني البريطاني إيد شيران في نهاية أيار/مايو في ملعب ميتروبوليتانو، إنه «من ناحية الصوت، برنابيو هو أسوأ مكان شهدناه»، على عكس ميتروبوليتانو الذي اعتبرته «أفضل».

ويفتخر مشجعو أتلتيكو مدريد بهذا التشخيص، إذ قال دافيد غيريرو (27 عاماً) مرتدياً قميصاً لفريقه المفضل يحمل اسم إيد شيران عليه «نحن سعداء لأن الحفلات تُقام في ميتروبوليتانو، بينما يواجه سانتياغو برنابيو المتاعب».

مشاركة المقال: