الأحد, 27 يوليو 2025 03:20 AM

السويداء تحت الضغط: أزمة خبز حادة ونقص في الغذاء ينذر بكارثة إنسانية

السويداء تحت الضغط: أزمة خبز حادة ونقص في الغذاء ينذر بكارثة إنسانية

أمضت "رؤى" ثلاث ساعات من صباح هذا اليوم في الانتظار أمام الفرن الآلي في مدينة السويداء، سعيًا للحصول على ربطة خبز لها ولعائلتين من أقاربها نزحوا من الريف الغربي قبل حوالي عشرة أيام. الحصول على ربطة ثانية كان سيتطلب منها الوقوف مرة أخرى في الطابور الذي لا يبدو له نهاية.

مع دخول اليوم الخامس عشر من العزلة الكاملة عن العالم الخارجي، تفاقمت أزمة الخبز والمحروقات ونقص المواد الغذائية، بالإضافة إلى انقطاع الألبان ومشتقاتها، والحاجة الماسة لحليب الأطفال الذي أصبح عملة نادرة.

أخبرت "رؤى" "سناك سوري" أنها توجهت أولاً إلى فرن شمال المدينة، ثم إلى آخر في الجزء الجنوبي منها، ولكن بسبب الازدحام الشديد، قررت التوجه إلى الفرن الآلي وانتظار دورها. وأضافت: «حاولت الاعتماد على أكلات مثل الأرز والمعكرونة والبرغل، وحاولت الحصول على عدة أرغفة للأطفال على الأقل لقمة بزيت وزعتر تلبي طلب طفل، نحن الكبار نستطيع الصبر».

بدأت الأفران الثلاثة بالتوزيع منذ الساعة السادسة صباحًا من يوم السبت، وبحلول الساعة 11 توقف مخبزان عن العمل، بينما استمر الفرن الآلي في العمل حتى بعد الظهر، وهو يوم عمله الأول منذ التوترات التي شهدتها السويداء.

تعتبر مشكلة الخبز جزءًا أساسيًا وهامًا من مشكلة نقص المواد الغذائية التي تتفاقم وتظهر بشكل واضح. وفي غضون ذلك، قامت مجموعة من التجار وأصحاب المتاجر الكبيرة مثل سنتر الشعلة والذيب والمصري وآخرين، بتسيير سيارات محملة بالمواد الغذائية وتوزيعها مجانًا على الأحياء، كمبادرة للتعاضد.

عمل آخرون على دفع فواتير بعض الأهالي في عدد من المحال التجارية، ومساعدتهم في شراء احتياجاتهم من الأرز والسكر والبرغل والمعكرونة والمعلبات وغيرها. وتكمن المشكلة الحقيقية في أن مخزون تلك المواد بدأ ينفد، حيث لم تصل إلى المحافظة أي إمدادات منذ حوالي أسبوعين.

كما وصلت إلى المدينة معونات قدمها الهلال الأحمر السوري، لكنها لا تبدو كافية، فالأهالي يفتقدون اليوم البيض والحليب والألبان والخضار والفواكه، بسبب من جهة وعمليات التخريب بحق ممتلكات المدنيين من جهة ثانية.

وبحسب شهادات الأهالي في الريف الغربي، سُرقت الأبقار والأغنام والدجاج، وليس فقط الأوزات التي صُورت أثناء تعفيشها ضمن تقرير شبكة سكاي نيوز.

المحروقات واقع ينذر بالخطر

خلال الأيام الخمسة عشر الماضية، لم يصل إلى المحافظة سوى صهريج واحد للبنزين، وقدمت الكازيات ما لديها من مخزون. على سبيل المثال، لم تعلن أي محطة اليوم عن توزيع البنزين أو المازوت، ولم ترد إلى المحافظة أي دفعة جديدة، وبالتالي فإن حركة التنقل ستنعدم، إضافة إلى أن حركة نزوح العائلات والاستقرار في منازل أو مراكز إيواء يتطلب تفعيل حركة النقل لتتمكن الأسر النازحة وأهالي المدينة من الحصول على بعض المتطلبات وما توفر بالأسواق.

أخيرًا، عاد جزء مقبول من المحلات للعمل، خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية، ولكن المشكلة تكمن في أن المتوفر قليل وبدأت الرفوف تفرغ، وفي حال استمر العزل، فإننا أمام واقع إنساني خطير تعيشه المدينة بشكل كامل.

بالنسبة لوضع المياه، بدأ الهلال الأحمر بتسيير صهاريج بين الأحياء، إضافة إلى مبادرات محلية، والكهرباء وصلت إلى أحياء وسط المدينة وعملية الإصلاح مستمرة.

وكان مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء "خالد أبو دي"، قد أعلن مساء أمس الجمعة إنهاء إصلاح العطل في خط 66 ك.ف (الكوم – السويداء)، مما سيساهم في إيصال التيار الكهربائي إلى محطة مياه السويداء، وبالتالي تأمين المياه للمدينة.

مشاركة المقال: