الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 05:04 AM

كسر القيود: نساء القلمون يتحدين التقاليد بقيادة السيارات والدراجات

كسر القيود: نساء القلمون يتحدين التقاليد بقيادة السيارات والدراجات

لم تعد رؤية النساء في القلمون وهن يقدن السيارات أو الدراجات الهوائية والنارية أمراً مستغرباً، بل أصبح جزءاً من المشهد اليومي. الفنانة التشكيلية عهود حمود، القادمة من مدينة دير عطية، تجسد هذا الواقع، حيث تقود دراجتها الهوائية يومياً من منزلها الواقع على أطراف المدينة إلى مرسمها في قلبها.

وتوضح حمود في تصريح لـ”الحرية “: "إن الكثيرين باتوا يفضلون الدراجات النارية والهوائية على السيارات لتجنب الازدحام المروري وتوفير الوقت الثمين الذي يضيع في الطرقات." وتضيف: "الوصول إلى العمل أو المنزل بالدراجة أصبح خياراً مفضلاً على الجلوس في زحمة السير."

وتؤكد حمود على قدرة المرأة السورية على قيادة السيارة، وتأمل في مجتمع يتقبل قيادتها للدراجة الهوائية بصدر رحب. فمشهد المرأة على الدراجة الهوائية أصبح مألوفاً في سوريا، ولا يوجد قانون يمنع النساء من ركوب الدراجات بأنواعها.

وفي محاولة لكسر الصورة النمطية، تجوب العديد من النساء شوارع المدن السورية على الدراجات الهوائية والنارية والكهربائية. وتقول إحدى السيدات: "إنه نشاط بسيط، لكننا أردنا أن نظهر من خلاله أن المرأة تتمتع بالحق في ركوب الدراجة الهوائية، فالمجتمع السوري لا يتقبل دائماً ممارسة المرأة لهذا النشاط."

بثينة سعد تروي لـ “الحرية” تجربتها قائلة: "عندما كنت صغيرة، كنت أركب الدراجة الهوائية بحرية، ولكن طُلب مني في المدرسة التوقف عن ذلك لأن المجتمع لا يتقبله. أحلم بأن تركب المرأة السورية الدراجة الهوائية بكل حرية." وتضيف أن العديد من الجمعيات تنظم جولات بالدراجات الهوائية لتشجيع هذه الرياضة.

الناشطة الاجتماعية خلود شيخ علي تشير إلى أن قرارها بشراء دراجة كان بهدف كسر حاجز الخوف لدى النساء من ممارسة رياضة ركوب الدراجة الهوائية. وتؤكد أن التحدي يكمن في قدرة المرأة على ركوب الدراجة لمسافات طويلة والاستفادة منها كوسيلة مواصلات، بالإضافة إلى فوائدها الصحية. وتعتبر ممارسة ركوب الدراجة الهوائية إثباتاً على أن المرأة لا تقل إمكانية عن الرجل في المجالات الرياضية.

اليوم، تعج شوارع المدن السورية بالدراجات الهوائية التي تفضلها العديد من النساء للذهاب إلى العمل أو لشراء الحاجيات. إلا أن هذا المشهد لا يزال يثير نظرات الاستغراب والتعجب لدى البعض.

بتول السيد، وهي معلمة ومرشدة اجتماعية، تقول في تصريح لـ “الحرية”: "إن ركوب الدراجات ساهم في تحرير المرأة أكثر من أي شيء آخر." وتضيف أنها تستمتع برؤية النساء يقدن الدراجات الهوائية، وتعتبر هذه الصورة تجسيداً للأنوثة المتحررة من القيود.

وتضيف السيد: "في بعض المجتمعات، لا يزال البعض يعتبر ركوب الفتاة الدراجة الهوائية أمراً معيباً، بل ويتهمونها بالاستعراض وجذب الأنظار. هذه محاولة لتشديد الوصاية على حياة النساء وخياراتهن الخاصة ورغباتهن البسيطة."

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: