أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن المباحثات الجارية لوقف الحرب في غزة قد أحرزت تقدماً ملحوظاً، حيث تم تذليل العديد من العقبات، ولا يزال العمل جارياً لإيجاد حل للقضايا العالقة.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها يوم الأحد، أوضح عبد العاطي أن مصر، بالتعاون مع قطر وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، تعمل مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سريع، نظراً لتدهور الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية غير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي تاريخ العالم الذي يدعي احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وأعرب عبد العاطي عن أسفه قائلاً: "للأسف، سقط المجتمع الدولي بامتياز في هذا الامتحان بالسماح باستمرار هذه الجرائم أمام مرأى ومسمع من العالم".
وجدد التأكيد على أن تهجير الفلسطينيين يمثل خطاً أحمر بالنسبة لمصر، مشيراً إلى أن الخطة العربية الإسلامية تضمن إعادة بناء قطاع غزة دون الحاجة إلى تهجير أي من سكانه.
ورداً على سؤال حول فرص منع التهجير، أكد عبد العاطي قائلاً: "بالتأكيد طبعاً"، موضحاً أن مصر حريصة على الدعوة إلى مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بمشاركة دولية واسعة، وذلك بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية وإجهاض مخطط التهجير الذي لن تسمح مصر بحدوثه.
وتطرق الوزير المصري إلى "أطراف تحاول تعكير صفو العلاقات مع دول شقيقة، وتسعى من خلال منصاتها الإعلامية إلى النيل من الدور المصري، متسائلة عن سبب إغلاق معبر رفح".
وأكد قائلاً: "قلناها مراراً وتكراراً إن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، والشاحنات تقف على مدى كيلومترات تنتظر، ولكنهم للأسف الشديد يروجون للأكاذيب".
وأشار إلى أن "بعض الذين لديهم نوايا حسنة لا يدركون حقيقة الوضع على الأرض"، مضيفاً أن "75% من المساعدات التي دخلت إلى غزة كانت عن طريق مصر وبأموال المصريين أنفسهم، وبالتالي من يزايد على الدور المصري يقوم بمحاولة بائسة وفاشلة".
وأكد أن هناك "آلاف الشاحنات تنتظر الدخول (من معبر رفح)، لكن إسرائيل التي احتلت الجانب الفلسطيني منه تتعنت وترفض دخول المساعدات، وهي المسئولة قانونياً بموجب اتفاقيات جنيف الأربع والقانون الدولي الإنساني باعتبارها قوة الاحتلال؛ عن نفاذ المساعدات الأساسية، لكنها تقوم بالتجويع في انتهاك سافر للقانون الدولي".
وتساءل: "هناك 5 معابر تربط قطاع غزة، لماذا لا يتحدثون عن فتح المعابر من الجانب الإسرائيلي، لماذا التركيز فقط على الجانب المصري؟ لذلك هذه محاولة مكشوفة ومغرضة للنيل من مصر، لكن مصر فوق الجميع وأياديها البيضاء على أشقائها الفلسطينيين واضحة كل الوضوح".