الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 05:01 AM

السويداء بين نفي الحكومة واستغاثة الأهالي: تفاقم الأزمة الإنسانية وسط تضامن واسع

السويداء بين نفي الحكومة واستغاثة الأهالي: تفاقم الأزمة الإنسانية وسط تضامن واسع

أطلق ناشطون وفعاليات مدنية وإنسانية نداءً عاجلاً لمساعدة السويداء، متهمين الحكومة بفرض حصار عليها منذ أسابيع، في حين أعلن سوريون تضامنهم من خلال الصيام الكامل حتى فك الحصار. من جانبها، نفت الحكومة السورية هذه الاتهامات وأكدت أنها تعمل على إرسال المساعدات.

سناك سوري-دمشق

النداء المتداول عبر الفيسبوك ذكر أن السويداء تعيش كارثة إنسانية نتيجة حصار خانق تفرضه الحكومة، مما أدى إلى نقص حاد في المياه والغذاء والخبز وحليب الأطفال والمستلزمات الطبية، محذرين من مجاعة وشيكة. طالب مطلقو النداء بتدخل فوري من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونيسيف لإصلاح وإعادة تشغيل مصادر المياه، وفتح ممر إنساني، وتقديم مساعدة عاجلة لنحو 600 ألف مدني وصفهم النداء بأنهم محاصرون في السويداء.

نقلت شبكة السويداء 24 عن مدير التجارة الداخلية خلدون حماد، ومدير فرع المخابز معين شلهوب، ومدير المخبز الآلي الأول موفق عبد الباقي، قولهم إن كمية الطحين المتوفرة حالياً تكفي لعدة أيام، مشيرين إلى أن الطحين وُزِّع على كافة الأفران التي ما تزال تعمل، سواء العامة أو الخاصة. وأشاروا إلى وعود بتوريدات جديدة من الطحين ستصل إلى المحافظة خلال الأيام القادمة، داعين الأهالي إلى الاكتفاء بشراء احتياجاتهم اليومية لضمان حصول الجميع على الرغيف.

ومع استمرار تدفق الأنباء عن السويداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن سوريون كثر تضامنهم. الكاتب كارلوس يعقوب أعلن صيامه حتى فك الحصار، معرّفاً عن نفسه بأنه «كارلوس غابرييل يعقوب، ابن جسر الشغور بالانتماء، ووادي النصارى بالجذور، وتَربية اللاذقية». كما أعلن الشاب محمد سعيد من منبج بريف حلب صيامه، ومثله سيرين داؤود وديانا معروف من اللاذقية.

جاءت هذه المشاركات عقب منشورات وُصفت بالمخزية للبعض الذين استهزؤوا بمعاناة أهالي السويداء، الذين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة نتيجة العمليات التي تم توثيقها عقب الاشتباكات التي شهدتها المدينة قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وزير الإعلام حمزة مصطفى ردّ على منشورات السخرية قائلاً: «ندين الحملات الدنيئة لبعض الموتورين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي تتعمد التشفي أو السخرية من معاناة أهلنا في السويداء جراء الأزمة الأخيرة في تكرار مرفوض لخطاب الإقصاء والتحريض». وأضاف أن حياة المدنيين واحتياجاتهم الأساسية يجب أن تبقى بمنأى عن أي شكل من أشكال التوظيف السياسي لتحقيق أي أجندات، مندداً بالتصرفات المتهورة لبعض المجموعات الخارجة عن القانون التي تسعى إلى الاستثمار في الأزمات الاجتماعية والسياسية عبر ادعاء وجود حصار تفرضه الحكومة، وهي مزاعم نفاها محافظ السويداء مصطفى بكور، مؤكداً دخول المساعدات وحركة العبور التجاري خلال الأيام الماضية واستمرارية دخولها صباح اليوم التالي عند معبر بصرى الشام.

في غضون ذلك، قال محافظ السويداء مصطفى البكور في لقاء مع قناة الإخبارية السورية إن الأوضاع في السويداء كارثية، وأضاف: «ننسق مع الدوائر الموجودة فيها لإدخال المساعدات، ونعتمد في توزيع المساعدات على الهلال الأحمر بالتنسيق مع البلديات للوصول إلى العائلات الأكثر احتياجاً في السويداء».

في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى معاناة المدنيين في السويداء عنواناً للألم السوري المستمر، بين روايات الحصار ونفي الحكومة، وبين دعوات التضامن وصيام الغضب، يتطلع الأهالي إلى حلول فعلية تتجاوز البيانات والوعود، وتعيد إليهم حقهم في الحياة بكرامة وأمان.

مشاركة المقال: