الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 08:36 AM

السويداء تواجه أزمة مياه حادة: تضامن الأهالي يخفف وطأة المعاناة في ظل انقطاع الكهرباء

السويداء تواجه أزمة مياه حادة: تضامن الأهالي يخفف وطأة المعاناة في ظل انقطاع الكهرباء

لم تتردد "حنان" في طلب المساعدة من جيرانها للحصول على المياه في الحي الذي نزحت إليه داخل مدينة السويداء. وصلت "حنان" مع عشرة من أفراد عائلتها هرباً من الهجوم الذي تعرضت له قريتهم. لم يخذلها الجيران، بل طلبوا منها إحضار وعاء أكبر لملئه، في مشهد يجسد تضامن الأهالي رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها.

هذا الواقع يعكس معاناة معظم سكان الأحياء والقرى التي نجت من الهجوم، حيث تضررت حوالي 30 قرية وفقاً للتوثيقات. لم يجد السكان حلاً سوى النزوح إلى المدينة وقرى الريف الشرقي والجنوبي، مما أدى إلى زيادة الكثافة السكانية وتفاقم أزمة المياه، التي كانت موجودة بالفعل قبل الأحداث التي يطلق عليها السكان اسم "المقتلة".

على الرغم من الانقطاع التام للكهرباء وتوقف محطات الضخ لمدة تقارب خمسة عشر يوماً، وجد الأهالي في هذه المحنة فرصة للتكاتف وتقاسم الكميات القليلة المتوفرة من مياه الشرب.

في بلدة القريا، بادر فريق "ساعدني لساعدك" الشبابي إلى تخفيف الأزمة. أطلق المبادرة الشاب "رواد الحمود" بالتعاون مع آخرين، حيث تم تجهيز سيارة "بيك أب" بألواح طاقة شمسية ومنظومة تغذية، وجابت الأحياء لمساعدة الناس في ضخ المياه إلى منازلهم.

وبحسب مؤسسي الفريق، خدمت هذه المبادرة حوالي 200 أسرة واجهت صعوبات بالغة خلال الأيام الخمسة عشر الماضية، وساهمت في تحسين الوضع مؤقتاً. وأكد الفريق لـ"سناك سوري" أن المبادرة مستمرة حتى عودة الكهرباء.

في الرابع والعشرين من تموز الجاري، أعلنت مؤسسة مياه السويداء أنها ستستأنف ضخ المياه إلى المدينة وقراها بعد عودة التيار الكهربائي، مشيرة إلى توقف 14 بئراً من تجمع آبار الثعلة عن الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء عن المعامل، إضافة إلى بئر المشفى الوطني وبئر طريق الحج غرب السجن المدني.

كما أشار الإعلان إلى الأضرار التي طالت الشبكة وبدء عمليات الإصلاح من قبل ورش المؤسسة، ولكن حتى تاريخه، لم تسجل عودة فعلية لضخ المياه من الشبكة، ولم يكن من الممكن الوصول إلى الجهات المعنية لتوضيح ظروف العمل أو معوقاته، مما زاد من الأعباء على الأهالي في المدينة والمناطق المتضررة.

بات من النادر رؤية صهريج مياه يتنقل بين الأحياء، لكن "سناك سوري" أوقف سائق أحد الصهاريج التابعة لجهة خدمية، وأكد السائق أن الأسعار لم تشهد ارتفاعاً رغم الحاجة.

وبحسب الأهالي، فإن بعض أصحاب الآبار تبرعوا بالمياه مجاناً لكل من طلب، فيما سعى آخرون للحصول على دعم من المازوت لتشغيل المضخات. وفي حال توفرت الطاقة الشمسية، فإن كلفة الضخ تكون أقل بكثير، وسط روح من التعاضد اعتاد عليها أبناء المدينة.

بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسة العامة لمياه الشرب، قام الهلال الأحمر السوري بتركيب 12 خزاناً سعة 5 متر مكعب في أحياء السويداء وصلخد، ووزع 2000 بيدون و20 ألف عبوة مياه. ورغم استمرار الاحتياج في مناطق أخرى، إلا أن هذه الخطوة خففت من حدة الأزمة في عدد من الأحياء.

ورغم أن الوصول إلى الآبار بات مجازفة كبيرة، إلا أن كثيراً من أصحاب الصهاريج خاطروا لأجل تأمين كميات من المياه، مع ذلك يبقى حجم الاحتياج أكبر بكثير من المتوفر، بسبب الكثافة السكانية العالية الناتجة عن تدفق مئات الأسر النازحة، ومع أن أزمة المياه في السويداء تعد مزمنة، إلا أنها ازدادت تعقيداً بعد الهجوم الأخير، ولا يزال البحث عن حل جذري جارياً.

مشاركة المقال: