الجمعة, 19 سبتمبر 2025 03:49 PM

توقف الدعم عن مشاريع طبية حيوية في ريف حلب الشمالي يهدد بكارثة إنسانية

توقف الدعم عن مشاريع طبية حيوية في ريف حلب الشمالي يهدد بكارثة إنسانية

أعلنت مديرية صحة حلب الحرة عن توقف الدعم المقدم لعدد من المنشآت والمشاريع الصحية الأساسية في ريف حلب الشمالي، محذرة من تداعيات "كارثية" على الوضع الطبي والإنساني في المنطقة، خاصة مع ضعف النظام الصحي واعتماده الكبير على المساعدات الإنسانية.

وفي حديث خاص لـ"سوريا 24"، صرح محمد رضوان كردي، مدير صحة حلب الحرة، بأن القرار يشمل وقف الدعم عن سبع منشآت حيوية، من بينها مستشفى الحروق التخصصي، الذي يعتبر أحد المراكز القليلة المتخصصة في علاج إصابات الحروق على مستوى شمال سوريا، ويستقبل حالات من ريف حلب الشمالي ومناطق شرقي الفرات وصولاً إلى درعا.

وتشمل القائمة أيضًا مستشفى شمارين التخصصي، الذي يُعد من المراكز المرجعية ويخدم مناطق واسعة تمتد من ريف إدلب وحتى جرابلس، بالإضافة إلى استقبال الحالات المحولة من مناطق بعيدة مثل دمشق واللاذقية، إلى جانب مركز كفرجنة الصحي، الذي كان يلبي الاحتياجات الطبية الأولية لعشرات القرى المحيطة.

وأشار كردي إلى أن منظومة الإسعاف العاملة في ريف حلب الشمالي قد توقفت بدورها عن العمل، مما يعني غياب خط الدفاع الأول في نقل الحالات الحرجة والتعامل مع الحوادث، مؤكدًا أن "كل دقيقة تأخير باتت تساوي حياة مهددة بالموت".

كما شمل التوقف مشفى الشهباء للصحة الإنجابية، الذي ساهم في تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل في المنطقة، ومحطة توليد الأوكسجين التي كانت تزود العديد من المراكز الصحية بهذه المادة الحيوية، بالإضافة إلى مشروعين لتدوير النفايات الطبية، الأمر الذي ينذر بمخاطر صحية وبيئية جسيمة.

من جهته، أعرب أبو جميل، أحد سكان بلدة كفرجنة، عن استيائه من توقف المركز الصحي في بلدته، قائلاً: "كنا نعتمد على المركز في كل شيء، من معالجة الأطفال والنساء إلى تقديم اللقاحات والرعاية الأولية. اليوم، لا نعرف إلى أين نذهب، وأقرب مركز طبي بحاجة إلى مواصلات وتكاليف لا نقدر عليها. المرضى وكبار السن هم أول من يدفع الثمن".

وقد خيمت خيبة أمل كبيرة على المنطقة جراء قرار "صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا" بوقف تمويل هذه المشاريع، في وقت لا تزال فيه المنطقة تعاني من تداعيات الحرب وانهيار البنية الصحية، مع التأكيد على أن "هذه المنشآت ليست مجرد مبانٍ طبية، بل شرايين حياة لآلاف المدنيين".

وفي ختام حديثه، ناشد كردي المنظمات الدولية والجهات المانحة ضرورة التحرك العاجل لإعادة الدعم واستئناف العمل في هذه المنشآت، محذرًا من أن استمرار الانقطاع سيؤدي إلى "فجوة كارثية" في الخدمات الصحية، ويهدد حياة آلاف المرضى، خاصة النساء والأطفال وذوي الأمراض المزمنة.

ووفقًا لأطباء، فإن هذه المراكز تقدم خدمات أساسية لا يمكن تعويضها بالذهاب إلى مكان آخر، بل هي خدمات نوعية لا يوجد بديل عنها في جميع المحافظات، من بينها مستشفى الحروق ومستشفى شمارين المختص بالعظمية والقلبية، وبالتالي فإن توقف هذه المشاريع سيكون له أثر كارثي بالنسبة للأهالي.

مشاركة المقال: