الإثنين, 4 أغسطس 2025 02:19 PM

طفرة طبية: علاج جديد بالخلايا الجذعية يعيد الأمل لفاقدي السمع

طفرة طبية: علاج جديد بالخلايا الجذعية يعيد الأمل لفاقدي السمع

يشهد مجال الطب تطوراً ملحوظاً في علاج فقدان السمع، مع ظهور علاج مبتكر يعتمد على حقن الخلايا الجذعية داخل الأذن بهدف إعادة نمو الخلايا العصبية السمعية المتضررة.

هذه التقنية الحديثة، التي تخضع حالياً لتجارب سريرية في بريطانيا، تحمل أملاً كبيراً لإنهاء معاناة ملايين المرضى حول العالم الذين يعانون من الصمم وفقدان السمع المزمن.

يتميز هذا العلاج المبتكر بأنه يختلف جذرياً عن الأساليب التقليدية التي تعتمد على زراعة قوقعة الأذن، والتي تعتبر مكلفة ومحدودة الاستخدام. العلاج الجديد يهدف إلى إصلاح الأذن من الداخل وتجديد خلاياها بشكل طبيعي، مما قد يعيد السمع الطبيعي للمرضى الذين فقدوه نتيجة الشيخوخة أو العوامل الوراثية أو العدوى.

يجري علماء بريطانيون تجربة سريرية رائدة هي الأولى من نوعها عالمياً، تهدف إلى علاج فقدان السمع بشكل جذري باستخدام تقنية مبتكرة تعتمد على الخلايا الجذعية. هذه الخطوة العلمية تمثل أملاً جديداً للملايين الذين يعانون من مشاكل السمع الناتجة عن الشيخوخة أو الأمراض أو العوامل الوراثية، وتمهد الطريق نحو عصر جديد في طب الأذن، حيث تترقب الأوساط العلمية نتائج التجربة التي قد تغير مستقبل علاج الصمم إلى الأبد.

يعتمد هذا العلاج الثوري على حقن خلايا جذعية تمت زراعتها بعناية في المختبر داخل الأذن المتضررة، بهدف تحفيز نمو خلايا عصبية سمعية جديدة تعوض الخلايا التالفة التي لا يمكن إصلاحها بالطرق التقليدية. ومن المتوقع أن تستعيد هذه الخلايا الجديدة وظيفة نقل الإشارات الصوتية إلى الدماغ، مما يفتح الباب واسعاً لاستعادة السمع الطبيعي بدلاً من الاعتماد على الأجهزة المساعدة.

ووفقاً لـ "ديلي ميل"، تأتي التجربة السريرية الحالية بعد نجاحات ملحوظة في التجارب السابقة على الحيوانات، حيث لم يقتصر العلاج على الحفاظ على سلامة السمع فحسب، بل أظهر تحسناً ملحوظاً في القدرات السمعية.

بناءً على هذه النتائج الإيجابية، حصلت شركة Rinri Therapeutics الناشئة، التابعة لجامعة شيفيلد، على الموافقة لبدء اختبار هذا العلاج على 20 مريضاً يعانون من فقدان سمع شديد، وذلك لمعرفة مدى فعالية العلاج على البشر وإمكانية تعميمه في المستقبل.

وأوضح فريق البحث أن العلاجات المتاحة حالياً تقتصر على زرعات قوقعة الأذن، وهي أجهزة تُزرع جراحياً لتعويض وظيفة خلايا الشعر الدقيقة داخل الأذن التي تدمرها الشيخوخة أو التعرض الطويل للضوضاء أو الإصابة بالعدوى. ورغم أن هذه الزرعات تتيح استعادة بعض القدرة السمعية، إلا أنها مكلفة للغاية، وتستخدم عادة في الحالات الشديدة من الصمم فقط، كما أنها لا تعيد السمع الطبيعي وإنما تعوّضه جزئياً.

أما العلاج الجديد فيعتمد على خلايا سلفية عصبية أذنية، وهي خلايا جذعية قريبة من مرحلة التحول إلى خلايا عصبية سمعية ناضجة، وظيفتها نقل الأصوات إلى الدماغ. عند حقن هذه الخلايا داخل الأذن، يُتوقع أن تنمو وتتكاثر لتصبح خلايا سمعية جديدة تحل محل الخلايا التالفة، مما يعيد وظيفة السمع بشكل طبيعي ومستدام.

يمثل هذا العلاج نقلة نوعية في مجال طب السمع، ويبشر بآفاق جديدة لعلاج الصمم وفقدان السمع المزمن، حيث من المتوقع أن يقلل الاعتماد على الأجهزة الصناعية، ويوفر حلاً أكثر طبيعية وفعالية للمصابين. كما يثير هذا الإنجاز العلمي آمالاً كبيرة في تحسين جودة حياة المرضى، خاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع بسبب عوامل جينية أو بيئية.

تجدر الإشارة إلى أن نجاح هذه التجربة السريرية سيمهد الطريق أمام أبحاث مستقبلية لتطوير تقنيات علاجية مشابهة لأمراض أخرى ترتبط بتلف الخلايا العصبية، مما يضع حقن الخلايا الجذعية في مقدمة الأبحاث الطبية لعلاج الحالات التي لم تكن قابلة للعلاج من قبل.

تبقى هذه التجربة علامة فارقة في مسيرة الطب الحديث نحو علاج فقدان السمع بشكل جذري، وتشير إلى مستقبل واعد حيث يمكن للعلم أن يعيد حاسة السمع إلى ملايين البشر حول العالم بطرق طبيعية وفعالة.

(albayan)

مشاركة المقال: