الإثنين, 4 أغسطس 2025 10:14 PM

تكريمًا لتضحياتهم: نقل رفات 35 شهيدًا من حصار حمص إلى مقبرة الشهداء الرسمية

تكريمًا لتضحياتهم: نقل رفات 35 شهيدًا من حصار حمص إلى مقبرة الشهداء الرسمية

حمص-سانا: في خطوة إنسانية تهدف إلى تكريم تضحياتهم واستجابة لرغبة ذويهم، نُقلت اليوم رفات 35 شهيدًا من شهداء الحصار، والذين دُفنوا سابقًا في مقبرة الأوزاعي بحمص القديمة، إلى مقبرة الشهداء المجاورة لمسجد الصحابي خالد بن الوليد.

تمت عملية النقل بإشراف مديرية الأوقاف والجهات المختصة، وبحضور شخصيات دينية وعسكرية. وأكد محمد نور الصالح، رئيس دائرة الشؤون الإعلامية في مديرية أوقاف حمص، في تصريح لمراسلة سانا، أن المديرية أنجزت كافة التحضيرات بالتعاون مع الجهات المعنية، وشكلت لجنة مختصة لضمان سير العملية بما يحفظ حرمة الشهداء، وذلك بعد استكمال الإجراءات الشرعية والقانونية والكشف على الجثامين من قبل الطبيب الشرعي والتأكد من هوياتهم.

وأشار الصالح إلى مشاركة فرق الدفاع المدني والجهات الطبية، إضافة إلى تأمين من وزارة الداخلية. وأفتت لجنة الفتوى في حمص، برئاسة الشيخ سهل جنيد، بجواز النقل شرعًا نظراً للحاجة المعتبرة، مستندة إلى أدلة فقهية معتبرة، وخاصة أن الدفن السابق كان اضطرارياً خلال ظروف الحصار التي مرت بها المدينة.

من جانبه، وصف كنان نحاس قائد كتيبة الأنصار عملية النقل بأنها "خطوة إنسانية تأخرت كثيراً"، مؤكداً أن دفن الشهداء في باحات المساجد لم يكن عرفاً، بل فرضته الضرورة في ظل الحصار القاسي. وأضاف: "في مسجد الإمام الأوزاعي يرقد 18 شهيداً من كتيبة الأنصار، دفنوا هناك حين لم نكن نملك خياراً آخر، هؤلاء كباقي الشهداء هم أهلي وإخوتي، جمعتنا المعاناة والهدف".

وأوضح نحاس أن نقلهم اليوم يتيح لذويهم، وخاصة الأمهات، زيارتهم في مكان يليق بتضحياتهم، مستعيداً ذكريات دفن رفاقه عقب التحضير لمعركة السيتي سنتر، قائلاً: "كانت من أقسى أيام الحصار، لا تقلّ وجعاً عن معركة المطاحن أو الانسحاب من حمص"، وختم بالقول: "رغم تجدد الحزن، فإن شعور الفخر يرافقنا، فشهداؤنا وجرحانا هم أيقونة النصر، وعلى الله أجرهم".

يذكر أنه خلال سنوات الحصار التي شهدتها مدينة حمص، اضطر الأهالي إلى دفن الشهداء في مواقع مؤقتة داخل باحات المساجد والمقابر العشوائية، بسبب تعذر الوصول إلى المقابر الرسمية. وكانت مقبرة الأوزاعي في حمص القديمة إحدى تلك المواقع التي احتضنت رفات عشرات الشهداء في ظروف إنسانية وأمنية بالغة القسوة. واليوم، وبعد استقرار الأوضاع، بدأت الجهات المختصة بنقل الرفات إلى مقبرة الشهداء، تكريماً لهم واستجابة لرغبة ذويهم في دفنهم بمكان يليق بتضحياتهم.

مشاركة المقال: