الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 01:43 PM

مأساة معدان: غياب المستشفى والطبيب الدائم يفاقم معاناة 65 ألف نسمة في ريف الرقة الشرقي

مأساة معدان: غياب المستشفى والطبيب الدائم يفاقم معاناة 65 ألف نسمة في ريف الرقة الشرقي

في أقصى ريف الرقة الشرقي، حيث تمتد القرى والبلدات على مسافات شاسعة دون وجود مستشفيات أو مراكز صحية متخصصة، تتفاقم معاناة الأهالي يومًا بعد يوم. فبين السبخة ومعدان، وعلى امتداد حوالي 55 كيلومترًا، يفتقر السكان إلى الخدمات الصحية الأساسية، ويعتمدون على مستوصفات بسيطة تقدم خدمات محدودة كالتطعيمات والإسعافات الأولية.

يعيش أكثر من 65 ألف نسمة في هذه المنطقة الواقعة بين دير الزور والرقة، محرومين من أي نقطة طبية حقيقية، في ظل ظروف معيشية صعبة وغياب شبه كامل للدعم الصحي المستدام.

"لو كان المشفى قائمًا... لما فقدت صحتي"

عبد الله خلف العلي، من سكان معدان والمصاب بالفشل الكلوي، يصف رحلته الأسبوعية الشاقة إلى دير الزور لغسيل الكلى، قائلاً لـ"سوريا 24": "الطريق مرهق وطويل ومكلف. أحيانًا لا أستطيع الذهاب، ما يهدد حياتي. "

سعاد محمد الحمادي، أرملة وأم لطفلين، تروي مأساة أخرى: "ابني البالغ من العمر 12 عامًا يحتاج لغسيل كلى. لا أملك سيارة، وأضطر للاستدانة أسبوعيًا لنقله إلى مشفى في الرقة. لماذا يُترك أطفالنا بلا علاج؟"

خالد عبد الرحمن، مزارع من بلدة السبخة، يلخص الوضع المؤلم: "نعيش في منطقة بلا طبيب، بلا إسعاف، بلا أمل".

مشفى لم يرَ النور... وحلم تحول إلى ركام

بدأ العمل على بناء مشفى مدينة معدان عام 2009، ليكون أول مركز طبي متخصص في المنطقة، بموقع استراتيجي على الطريق الدولي بين دير الزور والرقة. كان المشروع يمثل أملًا كبيرًا للسكان، مع وعود بأقسام للطوارئ والداخلية والأطفال وغسيل الكلى. لكن هذا الحلم لم يتحقق.

في عام 2017، قبل الافتتاح الرسمي، دُمر المبنى بالكامل نتيجة القصف، وتحول إلى أنقاض وجدران منهارة، محطمًا آمال آلاف المرضى والعائلات.

رسالة من تحت الركام

لإبقاء القضية حاضرة، رسم أعضاء تجمع معدان للتنمية شعار الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" على أحد جدران المشفى المدمر، كرسالة تعبر عن تمسك الأهالي بحقهم في العلاج، والمطالبة بإزالة الركام، وإعادة تأهيل المستشفى، وتوفير مركز صحي بديل يخدم القرى المحيطة.

قضية حياة أو موت

يطالب سكان معدان بحقهم الأساسي في الرعاية الصحية. يناشد الأهالي المنظمات الإنسانية، كالصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، والجهات المانحة الدولية، لتوفير التمويل اللازم وإعادة إحياء هذا المشروع المنسي.

إعادة بناء مستشفى معدان ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل مسألة حياة أو موت لمرضى الكلى والقلب والسرطان، وللأمهات اللاتي ينتظرن طبيب توليد، وللأطفال المحتاجين للدواء.

مشاركة المقال: