الأربعاء, 6 أغسطس 2025 03:16 PM

حملة "السويداء في قلب سوريا": مبادرة وطنية لتعزيز الوحدة ومواجهة العزلة

حملة "السويداء في قلب سوريا": مبادرة وطنية لتعزيز الوحدة ومواجهة العزلة

انطلقت مساء اليوم الثلاثاء حملة وطنية تحت عنوان "السويداء في قلب سوريا"، بمشاركة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. دعا منظمو الحملة السوريين إلى التفاعل باستخدام الوسم #السويداء_في_قلب_سوريا، بهدف كسر العزلة التي فرضتها التطورات الأخيرة وإعادة بناء الثقة بين محافظة السويداء وباقي المحافظات السورية.

رسائل الحملة وأهدافها

أوضح باسل منصور، الصحفي والناشط السياسي السوري وأحد منظمي الحملة، لمنصة سوريا 24، أن المبادرة تهدف إلى مواجهة محاولات إشعال الفتنة بين السوريين. وأضاف أن الحملة تسعى إلى تعزيز الوعي الوطني وترسيخ فكرة أن وحدة سوريا هي السبيل الوحيد نحو مستقبل مستقر وآمن. كما أكد أن الرسائل الأساسية للحملة تشدد على أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن السوريين يتشاركون مصيرًا واحدًا رغم اختلافاتهم.

وشدد منصور على أن الحملة ترفض خطاب الكراهية وتواجه أي محاولات للتقسيم أو التغيير الديموغرافي، وتسعى إلى نشر روح الانتماء والمحبة بدلًا من المواجهة.

الأنشطة والمنهجية

تعتمد الحملة حاليًا على الفضاء الرقمي لنشر فيديوهات وشهادات ومنشورات توعوية بمشاركة سوريين من مختلف المناطق. وأشار منصور إلى أن الحملة قد تتطور مستقبلًا لتشمل مبادرات ميدانية وإنسانية لتعزيز التضامن وإحياء التواصل. ويرى أن هذه الحملة تمثل بداية مشروع وطني أوسع، يبدأ بالتواصل الشعبي ويتطور إلى مبادرات تضامنية، وصولًا إلى الدفع باتجاه حلول سياسية وأمنية تضع حماية المدنيين في صدارة الأولويات.

من يقف وراء الحملة؟

أكد منصور أن الحملة أطلقها إعلاميون ونشطاء سوريون مستقلون، ولا تمثل أي جهة رسمية أو حزبية. وشدد على أن التحرك نابع من انتماء وطني خالص، يرفض الاصطفاف والانقسام، ويضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.

التحديات والاستجابة

أقر منصور بأن أي تحرك وطني في ظل الاستقطاب سيواجه بالتشكيك أو الرفض، إلا أن القائمين على الحملة ملتزمون بضبط الخطاب وتجنب السجالات، مؤمنين بأن النقاش المفتوح هو الطريقة المثلى للتعامل مع الاعتراضات. وفي رسالة وجهها لأهالي السويداء، قال منصور: إن "ما يحدث في المحافظة ليس شأنًا محليًا، بل وطنيًا.. إخوتكم في الجنوب وفي عموم سوريا يمدون أيديهم إليكم. أنتم في قلب سوريا، وفي قلوبنا". أما لباقي السوريين، فدعاهم إلى رفض الخطابات التحريضية والطائفية، مؤكدًا أن اللحظة الراهنة، رغم صعوبتها، تمثل فرصة لتجاوز الانقسام بالوعي لا بالكراهية.

هل تصنع الحملة فرقًا؟

اختتم منصور حديثه بالقول: "ربما لا تغير هذه الحملة كل شيء، لكنها تغير الاتجاه، وتمنح الناس صوتًا بديلاً"، وأنها "محاولة لكسر الصمت، وفتح أفق وطني في زمن الانغلاق.. أحيانًا كلمة واحدة تصنع فارقًا… ونحن مؤمنون بذلك".

مشاركة المقال: