أعلن عبد الرزاق الخطيب، منسق قسم المشاريع في الدفاع المدني السوري، أن أعمال إعادة تأهيل جسر الرستن تسير على قدم وساق، ومن المتوقع الانتهاء منها مطلع العام القادم. وتشمل أعمال التأهيل المسربين الرئيسيين بعرض 8.5 متر لكل منهما، بالإضافة إلى جزيرة وسطية وأرصفة جانبية.
وأكد الخطيب لمنصة سوريا 24 أن الجسر، بعد الانتهاء من الترميم، سيكون قادرًا على استيعاب حركة النقل الثقيلة والمسافرين بشكل آمن وكامل. وأشار إلى أن الجدول الزمني المخطط لإنهاء الترميم هو مع بداية عام 2026، وبعدها سيتم تسليم الجسر إلى المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، التي ستتولى وضع خطة صيانة دورية ومنتظمة للجسر بعد إعادة تشغيله.
يذكر أن جسر الرستن كان قد خرج بالكامل عن الخدمة نتيجة قصف جوي مباشر نفذته الطائرات الحربية الروسية بتاريخ 5 كانون الأول 2024، بهدف إعاقة تقدم قوات غرفة عمليات “ردع العدوان” التي أطاحت برأس النظام البائد في الثامن من الشهر ذاته، مما تسبب بأضرار إنشائية جسيمة شملت الهيكل الأساسي للجسر.
الأضرار الناجمة عن القصف:
- انكشاف حديد التسليح والكابلات مسبقة الإجهاد.
- تشوهات في البيتون وتهشم أجزاء واسعة من السطح الإنشائي.
- أضرار متفاوتة في بعض الفتحات تستدعي إصلاحًا أو استبدالًا كليًا.
- تشققات وثقوب وتقشر في أعمدة الركائز والركائز التحتية.
- تلف في الفواصل الإنشائية، والدرابزينات، والحمايات المعدنية، وشبكات الصرف، وأعمدة الإنارة.
مراحل ترميم الجسر:
أوضح الخطيب أن مشروع الترميم بدأ بعد استكمال الترتيبات الفنية والتمويلية، ومر بعدة مراحل رئيسية:
- تقييم هندسي شامل لتحديد مدى الضرر بدقة.
- إعداد خطة عمل متكاملة تشمل تأهيل الطرق البديلة أثناء التنفيذ.
- إزالة الأجزاء المتضررة بالكامل لضمان السلامة الإنشائية.
- تنفيذ أعمال صيانة دقيقة للبنية التحتية والفوقية.
- استخدام تقنيات ومواد خاصة، تشمل خلطات بيتونية مخصصة وإصلاح الكابلات مسبقة الإجهاد، تحت إشراف خبراء واستشاريين هندسيين لضمان المتانة والاستدامة.
الجهات المساهمة في إعادة ترميم الجسر:
أشار الخطيب إلى أن عمليات الترميم تُنفذ من قبل منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبدعم من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لسوريا (SHF)، وبالتنسيق الرسمي مع وزارة الأشغال العامة والإسكان ووزارة النقل السورية، لضمان الالتزام بالمعايير الهندسية والسياسات الوطنية.
وبدأت أعمال الترميم فعليًا في 24 أيار 2025، بعد توفر التمويل واستكمال الخطط التنفيذية، مؤكدًا أن اختيار التوقيت جاء استجابة لأهمية الجسر كأحد أهم المعابر على الطريق الدولي M5، الذي يربط شمال سوريا بجنوبها، ويخدم مناطق واسعة ذات كثافة سكانية واقتصادية.
أهمية اقتصادية وخدمية كبرى لإعادة افتتاح الجسر:
اختتم الخطيب حديثه بالتأكيد على أن إعادة افتتاح جسر الرستن ستعيد تنشيط حركة النقل والتجارة بين شمال وجنوب سوريا، وستُسهم في:
- ربط مناطق صناعية وزراعية وتعليمية وخدمية.
- تيسير تنقل المسافرين والبضائع عبر محور M5 الحيوي.
- تعزيز الانتعاش الاقتصادي والخدمي في محافظة حمص والمناطق المجاورة.