الأربعاء, 6 أغسطس 2025 02:18 PM

بين الوعود والواقع: تحسن محدود في كهرباء دمشق وريفها رغم تدفق الغاز الأذربيجاني

بين الوعود والواقع: تحسن محدود في كهرباء دمشق وريفها رغم تدفق الغاز الأذربيجاني

تشهد العاصمة السورية دمشق ومناطق واسعة من ريفها ترقبًا لتحسن في التغذية الكهربائية، وذلك بعد وصول الغاز الأذربيجاني عبر خط إقليمي جديد. ومع ذلك، يتباين الواقع الميداني بشكل ملحوظ بين المناطق، وفقًا لشهادات مواطنين في مناطق متفرقة.

في حين شهدت بعض أحياء دمشق تحسنًا نسبيًا في ساعات التغذية، لا يزال الوضع في مناطق أخرى من الريف على حاله أو أسوأ، وذلك بانتظار إصلاح الأعطال الفنية التي تعيق الاستفادة الكاملة من المشروع الجديد.

تباين في ساعات التغذية بين الأحياء والمناطق

في حي مساكن برزة، يصف السكان الوضع بأنه تحسن نسبي، حيث أصبحت ساعات الكهرباء "3 وصل مقابل 3 قطع"، وهو ما يعتبره البعض إنجازًا مقارنة بالأعوام السابقة. وفي حي ركن الدين، أفاد المواطن ياسر محمد بأن التيار الكهربائي يصل لمدة ساعتين مقابل أكثر من خمس ساعات ونصف من الانقطاع. أما في منطقة الهامة بريف دمشق، تؤكد هالة، وهي ربة منزل، أن الوضع لم يتغير، حيث لا تزال الكهرباء تصل ساعة واحدة مقابل ست ساعات من الانقطاع. وفي برزة، أكد عماد الخطيب أن الوضع مماثل، حيث تصل الكهرباء ساعتين فقط مقابل 4 ساعات ونصف من الانقطاع. بينما أشار فادي زهو أحد مواطني أحياء دمشق الجنوبية، إلى وجود تحسن فعلي في التغذية الكهربائية خلال الأيام الماضية في حي التضامن ودف الشوك وبستان الدور والزاهرة.

الأعطال تحدّ من التحسن في الريف

في مناطق واسعة من ريف دمشق، لا تزال الأعطال تعيق الاستفادة الكاملة من خط الغاز الجديد. وأوضح الناشط الإنساني والإعلامي أحمد الكيلاني أن عطلًا في المحولة 66 حال دون تحسين الوضع الكهربائي في عدد من المناطق، مشيرًا إلى أن التحسن الفعلي لن يظهر قبل إتمام أعمال الصيانة. ووفقًا للكيلاني، تشمل المناطق المتضررة: المرج، الجديدة، الهيجانة، حران العواميد، العتيبة، وديان الربيع، العبادة، الجربا، البحارية، القيسا، الزمانية، النشابية، القاسمية، الكفرين، حيث لا تزال ساعات الانقطاع تتجاوز الخمس ساعات، مقابل ساعة أو ساعتين من الوصل فقط.

الحكومة: مشروع الغاز الإقليمي خطوة استراتيجية

وكان وزير الطاقة السوري، المهندس محمد البشير، قد صرّح خلال حفل تدشين خط الغاز الإقليمي الذي يربط سوريا بأذربيجان مرورًا بالأراضي التركية، بأن هذا المشروع "يشكل خطوة استراتيجية في طريق تعزيز أمن الطاقة في سوريا"، مضيفًا أن "المرحلة الأولى ستشهد توريد نحو 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا، ما سيساهم في رفع ساعات التشغيل اليومية بما لا يقل عن أربع ساعات إضافية، وهو ما سينعكس على تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، ويعزز عودة المهجرين إلى مناطقهم".

مواطنون ينتظرون التنفيذ

بين التصريحات الحكومية والواقع اليومي للمواطنين، يبقى السؤال الأهم: متى ستصل الكهرباء بشكل عادل ومنتظم إلى جميع السوريين؟ في حين يعتبر البعض أن ما تحقق حتى الآن "أفضل من لا شيء"، يرى آخرون أن الأثر الفعلي للمشروع لا يزال محدودًا على أرض الواقع، خاصة في ظل الأعطال وتأخر الصيانة في المناطق الطرفية من ريف دمشق.

مشاركة المقال: