كلّفت الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني بوضع خطة تطبيقية لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الحالي، على أن يتم عرضها قبل نهاية الشهر الحالي لإقرارها. وأكدت الحكومة، في بيان صدر يوم الثلاثاء 7 آب، أن هذا القرار يأتي في إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية، والذي أنهى الحرب الإسرائيلية في 27 تشرين الثاني 2024، والذي نصّ على حصر حمل السلاح بالأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية الشرعية.
وفي ختام جلسة وزارية ترأسها الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، عن تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي "بيد الجهات المحددة في إعلان الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية وحدها"، مع التأكيد على عرضها على مجلس الوزراء قبل 31 آب الحالي لمناقشتها وإقرارها.
كما قرّر مجلس الوزراء استكمال النقاش حول الورقة التي تقدم بها الجانب الأمريكي، في إشارة إلى المذكرة التي حملها المبعوث الأمريكي، توم براك، إلى لبنان، والتي تضمنت جدولًا زمنيًا لنزع سلاح "حزب الله".
من جهته، أكد وزير العدل اللبناني، عادل نصار، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، على أهمية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مشيرًا إلى أن "السلاح جر البلاد إلى حروب عدة". واعتبر الوزير اللبناني أنه يجب على "حزب الله" أن يفهم أن السلاح يتنافى مع مبدأ بناء الدولة، ولا يمكن له أن يبقى عائقًا أمام بناء الدولة، ولا يجب على أي طرف أن يكون حاجزًا أمام ذلك.
"حزب الله" يرفض
الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، استبق مقررات الحكومة بتأكيده أن أي جدول زمني يُعرض لينفذ تحت سقف ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي"، "لا يمكن أن نوافق عليه"، داعيًا الدولة إلى وضع "خطط لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية". ويتهم "حزب الله" إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار، ويطالبها بالانسحاب من خمس نقاط تقدمت إليها خلال الحرب، ووقف الضربات التي تواصل تنفيذها في مناطق عدة من لبنان بشكل شبه يومي. وتقول إسرائيل إنها تستهدف بنى تحتية للحزب ومستودعات أسلحة وقياديين ناشطين ضدها.
وحذّر قاسم اليوم من أنه في حال ذهاب إسرائيل إلى "عدوان واسع" على لبنان، فإن "المقاومة ستدافع، وهذا الدفاع سيؤدي إلى سقوط صواريخ داخل الكيان الإسرائيلي".
وفي 9 نيسان الماضي، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في "حزب الله" أن الحزب مستعد لمناقشة تسليم أسلحته في سياق "استراتيجية دفاعية وطنية"، لكن هذا يتوقف على سحب إسرائيل قواتها من خمس تلال في جنوبي لبنان. وقال المسؤول لـ"رويترز" إن "حزب الله مستعد لمناقشة مسألة سلاحه إذا انسحبت إسرائيل من النقاط الخمس وأوقفت عدوانها على اللبنانيين".