حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، من "محاولات بث الفرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام"، داعياً إلى "تجاوز الخلافات".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة.
وأشار السيسي إلى أن "مصر واجهت تحديات أمنية جسيمة منذ أكثر من عقد، واستطاعت تجاوزها وتحقيق تقدم ملموس رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية".
كما أوضح أن "الظروف الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب في قطاع غزة، أثرت سلباً على عائدات قناة السويس، إلا أن مسار الإصلاح الاقتصادي مستمر".
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في نزوح مئات الآلاف ونقص حاد في الغذاء.
وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت أن إيرادات قناة السويس فقدت 7 مليارات دولار خلال عام 2024 بسبب تطورات البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ورداً على حرب الإبادة المستمرة على غزة، تشن جماعة الحوثي اليمنية هجمات على السفن التي يشتبه في تبعيتها لإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها.
وأكد السيسي أن "مواقع التواصل الاجتماعي ليست شراً في حد ذاتها، بل الأثر يكمن في كيفية استخدامها. فهي أداة نافعة إذا أحسن توظيفها، ولكنها قد تستخدم لترويج الشائعات وهدم المعنويات، وهو ما يواجهه الشعب المصري بوعي وإدراك متزايد".
وأضاف أن "المنطقة العربية تمر بظروف استثنائية منذ عام 2011، وليس فقط منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، مما يؤكد صحة السياسات المصرية المرتكزة على التوازن وعدم التدخل واحترام سيادة الدول".
وفي عام 2011، اندلعت احتجاجات شعبية أطاحت بأنظمة عربية حاكمة، بما في ذلك نظام الرئيس المصري حسني مبارك (1981-2011).
وجدد السيسي تحذيره من "محاولات بث الفرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام".
وشدد على أهمية "العلاقات المصرية مع الدول العربية الشقيقة، وضرورة تجاوز الخلافات من أجل وحدة الصف العربي".
وأكد أن "الأمن العربي وحدة متكاملة ترتبط به مصر ارتباطاً وثيقاً، وأن أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة استقرار الدول العربية".
وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، وصف السيسي "التدمير الحالي في غزة بأنه غير مسبوق" نتيجة لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وأشار إلى أن "الدولة المصرية تواصل العمل لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، على الرغم من حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري".
وتشير تقديرات تل أبيب إلى وجود أسرى إسرائيليين في غزة، بينما يقبع في سجونها آلاف الفلسطينيين الذين يعانون من ظروف قاسية.
يأتي حديث السيسي في وقت يتجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بعد فشل المفاوضات مع حركة حماس بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وفي 24 يوليو/ تموز الماضي، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس في الدوحة، بسبب الخلافات حول الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.
ويحمّل الإسرائيليون حكومتهم المسؤولية عن عدم إبرام اتفاق مع حماس، وفقاً لاستطلاع للرأي نشره معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
وأعلنت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بالرغبة في صفقات جزئية تتيح مواصلة الحرب لضمان بقائه في السلطة.
ويواجه نتنياهو محاكمة بتهم فساد، وتطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
منذ عقود، تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.