الأحد, 10 أغسطس 2025 02:08 AM

سوريا توقع اتفاقيات استثمارية بـ 14 مليار دولار بحضور الرئيس الشرع

سوريا توقع اتفاقيات استثمارية بـ 14 مليار دولار بحضور الرئيس الشرع

بحضور الرئيس أحمد الشرع، شهد قصر الشعب في دمشق اليوم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية، تشمل 12 مشروعاً استثمارياً بقيمة إجمالية قدرها 14 مليار دولار أمريكي، سيتم تنفيذها في عدد من المحافظات السورية.

سوريا تنطلق نحو مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية والشراكات الاستراتيجية

أكد رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي في كلمته أن سوريا قد بدأت مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية من خلال مشاريع كبرى ستحدث نقلة نوعية في البنية التحتية والحياة الاقتصادية، معلناً عن انطلاق شراكات استراتيجية واسعة لتطوير البنية التحتية والحياة الاقتصادية.

وأضاف الهلالي: "نقف اليوم بكل فخر واعتزاز في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا، نعلن للعالم أن سوريا بدأت مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وشراكات استراتيجية ونمو شامل. اجتماعنا اليوم ليس مجرد مناسبة رسمية بل هو إعلان واضح وصريح بأن سوريا منفتحة للاستثمار وعازمة على بناء مستقبل زاهر ومستعدة للعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا الموثوقين لكتابة فصل جديد من النهوض والبناء."

كما أعرب الهلالي عن ترحيب سوريا بقادات اقتصادية عالمية وشخصيات استثمارية بارزة ومجموعة من المستثمرين والقادة الذين أبدوا ثقتهم بمستقبل سوريا وشعبها الصامد، قائلاً: "نعلن اليوم عن مجموعة من الشراكات الاستراتيجية الكبرى وعددها 12 مشروعاً بقيمة إجمالية تبلغ 14 مليار دولار أمريكي ستمتد عبر البلاد لتشكل نقلة نوعية في البنية التحتية والحياة الاقتصادية."

وأوضح الهلالي أن أبرز هذه المشاريع تشمل مطار دمشق الدولي باستثمار يبلغ 4 مليارات دولار أمريكي، والذي يعتبر بوابة سوريا إلى العالم، ومترو دمشق باستثمار يبلغ ملياري دولار أمريكي، وهو مشروع حيوي للبنية التحتية والتنقل الحضاري، إضافة إلى أبراج دمشق باستثمار يبلغ ملياري دولار أمريكي وهي معلم معماري ورمز للنهضة، وأبراج البرامكة باستثمار يبلغ 500 مليون دولار أمريكي ومعها مول البرامكة باستثمار 60 مليون دولار أمريكي.

وشدد الهلالي على أن هذه المشاريع ليست مجرد استثمارات عقارية أو بنى تحتية بل هي محركات لتوليد فرص العمل، وجسور الثقة بين سوريا والمستثمرين العالميين ومنصات لشراكات طويلة الأمد، مضيفاً: "هذه ليست النهاية بل هي البداية فقط، اليوم نفتح الباب نحو مستقبل من التعاون يقوم على أسس من القانون والشفافية ويستند إلى إرادة السوريين وعزيمتهم التي لا تكسر."

باراك يؤكد رغبة بلاده في تعزيز دور دمشق مركزاً للتجارة والازدهار

من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك خلال حضوره مراسم توقيع مذكرات التفاهم الاستثمارية أن سوريا تشكل مركزاً للتجارة بين دول المنطقة منذ آلاف السنين، وأن الأرض السورية معروفة بإنتاجها للعظماء عبر تاريخها، معبراً عن رغبة بلاده في تعزيز دمشق مركزاً للتجارة والازدهار.

حموية: التركيز على المشاريع التي تمس حياة المواطن السوري

وفي مؤتمر صحفي عقد بعد توقيع مذكرات التفاهم الاستثمارية، أكد مستشار الهيئة العليا للتنمية الاقتصادية في سوريا الدكتور أيمن حموية أنه يتم التركيز على المشاريع التي تمس حياة المواطن ويتم التنسيق مع كافة الوزارات والمحافظات للانتهاء من الدراسات الاستثمارية، للانطلاق نحو إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تسعى إلى خلق بيئة استثمارية واقتصادية آمنة.

وقال حموية: "إن جميع مذكرات التفاهم لها جدول زمني محدد، قد يستغرق البعض منها بضع سنوات"، مشيراً إلى أن المحافظات تلعب دوراً محورياً في هذه المشاريع، لوجود بعض الإشكالات القانونية المرتبطة بموضوع الملكية، وبالتالي هي من ترتب هذا الأمر من خلال التشاور والتنسيق مع مجالس الأحياء والملاك للوصول إلى صيغة توافقية.

وأوضح حموية أن هناك تركيزاً على المشاريع التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر حيث لها الأولوية، لكن المناطق المدمرة تحتاج بعض الوقت للانتهاء من مشاريع البنى التحتية الخاصة فيها، لافتاً إلى وجود تنسيق بين كافة الوزارات والمحافظات للانتهاء من الدراسات الاستثمارية.

وأشار حموية إلى أن المشاريع السكنية من أكثر المشاريع المستهلكة لليد العاملة، وتوفر عشرات آلاف فرص العمل، كما أن سوريا تواجه مشكلة في الإسكان بسبب قصف النظام البائد للعديد من المدن والقرى، وبالتالي توجد حاجة شديدة للنظر إلى قطاع الإسكان والتطوير العقاري وهي أحد المحركات الأساسية التي يتم التركيز عليها أثناء وضع أولويات المشاريع على مستوى سوريا.

وأكد حموية أن الحكومة السورية تسعى إلى خلق بيئة استثمارية واقتصادية آمنة ومحايدة والانتقال إلى الاقتصاد الحر وهذا ما يتم العمل عليه من خلال القوانين الجديدة التي تم إصدارها ، لافتاً إلى أن هذه الاستثمارات تلبي تطلعات الشعب السوري من خلال توفير فرص العمل و إفساح الفرصة للمستثمرين السوريين والأجانب للدخول إلى السوق السورية.

وتواصل سوريا إقامة الشراكات الاستراتيجية والاستثمارية مع مختلف الدول حيث تم في 24 تموز الماضي عقد المنتدى الاستثماري السوري السعودي بحضور الرئيس الشرع، وجرى خلاله توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة 6 مليارات دولار.

مشاركة المقال: