استمرت عمليات النزوح من محافظة السويداء، جنوب سوريا، يوم الأربعاء 6 آب، في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية. عبر معبر بصرى الشام الإنساني، غادرت 358 عائلة بشكل فردي نحو مناطق أكثر استقرارًا، ليصل إجمالي عدد المغادرين إلى 1433 مواطنًا، بمن فيهم نساء وأطفال.
قدمت فرق الدفاع المدني السوري الدعم الكامل للعائلات النازحة، وساعدت في تأمين انتقالهم وضمان وصولهم الآمن إلى وجهاتهم المختارة، وذلك ضمن جهود إنسانية مستمرة للتخفيف من معاناة المدنيين المحاصرين في ظل الظروف الصعبة.
في الوقت نفسه، خرجت قافلة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري من السويداء عبر المعبر نفسه، تضم حوالي 145 عائلة (574 شخصًا)، وتم نقلهم بالتنسيق مع الجهات المعنية. بالمقابل، دخلت إلى السويداء 89 عائلة تضم 266 مواطنًا عائدين إلى المحافظة.
تأتي هذه التحركات في سياق موجة نزوح جماعي بدأت مع تصاعد الأعمال العسكرية في السويداء. سجل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في آخر تقاريره الصادرة في نهاية تموز الماضي، نزوح أكثر من 176 ألف شخص من المحافظة، معظمهم نزحوا داخليًا، بينما توجه آخرون نحو محافظتي درعا وريف دمشق.
حذر التقرير من أن الوصول الإنساني إلى المناطق المتضررة لا يزال يواجه عقبات كبيرة بسبب انتشار الحواجز الأمنية وتدهور الوضع الأمني، مما يعيق تقييم الاحتياجات وتقديم المساعدات بشكل فعال.
يُعتبر معبر بصرى الشام حاليًا المنفذ الإنساني الأهم لسكان السويداء، وسط مطالبات متزايدة من منظمات الإغاثة والمجتمع الدولي بضرورة تسهيل حركة المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، ودعوة جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والمنشآت المدنية في جميع الأوقات.