تشهد محافظة حلب جهودًا مكثفة لإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية، وذلك ضمن خطة شاملة تنفذها وزارة الرياضة والشباب بالتعاون مع شركات محلية وبدعم من مديريات الرياضة في المحافظات. الهدف من هذه الخطة هو إعادة الحياة إلى المنشآت التي تضررت نتيجة سنوات الحرب.
وفي تصريح خاص، أوضح بلال دخان، رئيس مكتب الاستثمار والمنشآت الرياضية في مديرية الرياضة والشباب بحلب، أن أعمال ترميم صالة نادي الاتحاد تسير بخطى ثابتة بعد توقيع عقد جديد بين الوزارة وشركة البناء والتعمير. وأشار إلى أن العقد الأصلي كان قد وُقّع سابقًا مع الاتحاد الرياضي، ولكن تم تعديله بعد انتقال الصلاحيات إلى وزارة الرياضة، حيث جرى تخفيض القيمة وتعديل البنود لتتناسب مع الظروف الحالية.
وأضاف دخان أن الشركة المنفذة قد أنجزت ما يقارب 20 إلى 30% من أعمال الإكساء حتى الآن، وتواصل العمل حاليًا، مع توقعات بانتهاء المشروع خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر إذا استمر التنفيذ بالوتيرة المخطط لها. وأكد أن الصالة مخصصة لنادي الاتحاد، وتُستخدم للتمارين والمباريات الودية، بينما تُخصص البطولات الرسمية الكبرى، بما فيها مباريات الدوري والمنافسات الآسيوية، للصالة العملاقة في المدينة الرياضية بالحمدانية.
وفيما يتعلق بمشروع ترميم نادي الفروسية في مدينة حريتان، أوضح دخان أن النادي تعرض لتدمير شبه كامل نتيجة القصف المكثف خلال سنوات الحرب، حيث تجاوز حجم الأضرار فيه 90%. وأشار إلى أنه تمت إعادة تأهيل بعض الإسطبلات قبل تحرير المنطقة، وبعد التحرير، بدأت المديرية مع شركة البناء والتعمير بتنفيذ خطة لترميم أجزاء إضافية، من بينها المضمار المكشوف، الذي أصبح مؤهلاً حاليًا للتدريب واستقبال الخيول.
وأشار إلى أن الصالة المغلقة الخاصة بالمضمار ما تزال مدمرة بالكامل وتحتاج إلى ترميم شامل في مرحلة لاحقة. وأضاف أن هناك مشروعًا مستقبليًا لإنشاء بئر مزوّد بغطاس مياه لتأمين احتياجات النادي الكبيرة من المياه، بالإضافة إلى مشروع طاقة شمسية لدعم غرف الإدارة وتشغيل المضخات، وذلك في إطار خطة طويلة الأمد لإعادة تشغيل النادي بكامل طاقته.
وأكد دخان أن الصالة العملاقة في المدينة الرياضية بحلب واستاد حلب الدولي مدرجان ضمن خطة موازنة عام 2026، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الترميم والصيانة خلال العام ذاته، في حال توفرت المخصصات المالية اللازمة.
وكان المغيرة حاج قدور، مدير مديرية المنشآت والاستثمار المركزية في وزارة الرياضة والشباب، قد صرح سابقًا بأن خطة إعادة التأهيل دخلت مرحلتها الثانية، وبدأ التنفيذ الفعلي في عدد من المحافظات. وأوضح حاج قدور أن الوزارة تعتمد على الشراكة مع شركات وطنية ذات كفاءة، من بينها شركة الراقي التي بدأت أعمال الترميم في إدلب، وشركة البناء والتعمير التي تتولى مشاريع في حلب. وشدد على أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي أداة لإعادة بناء المجتمع وتعزيز الانتماء بعد سنوات الحرب، مؤكدًا أنهم لا يقومون بإصلاح الملاعب فقط، بل يعيدون بناء الحلم لجيل كامل فقد فرصته في ممارسة الرياضة بحرية وكرامة.