الخميس, 7 أغسطس 2025 07:51 PM

دمشق القديمة: مشروع ترميم باب توما يثير جدلاً حول الحفاظ على الهوية المعمارية

دمشق القديمة: مشروع ترميم باب توما يثير جدلاً حول الحفاظ على الهوية المعمارية

أطلقت محافظة دمشق مشروعًا لإعادة تأهيل البنية التحتية في عدة محاور حيوية بالمدينة القديمة، استجابة لمطالب الأهالي المتضررين من مشكلات الهبوطات الأرضية والانخسافات التي ظهرت في الشوارع. وقد تسببت هذه المشكلات في أضرار للبنية التحتية وتصدعات في بعض المباني السكنية، نتيجة لتهالك شبكات المياه والصرف الصحي.

أوضحت المحافظة في بيان نشرته عبر صفحتها على “فيسبوك” بتاريخ 7 آب، أن المشروع يشمل مناطق باب توما، القشلة، طريق باب شرقي، ومحيط الكنيسة المريمية. ومن المقرر أن تستمر أعمال التأهيل لمدة 45 يومًا، بدءًا من 31 تموز، وهو تاريخ بدء التنفيذ. يشمل المشروع إعادة تأهيل شبكات البنية التحتية (مياه، صرف صحي، كهرباء، هواتف، فوهات إطفاء)، وترميم الأرصفة والطرقات، وتنظيف وتدوير حجر البيوت التقليدي، وإعادة تركيبه وفق الطريقة الدمشقية الأصيلة، للحفاظ على الهوية المعمارية للمكان.

الباحث في التاريخ والآثار، عبد الرزاق معاذ، صرح لعنب بلدي بأن أعمال الصيانة التي تشمل فكّ الحجارة وإعادتها ليست المرة الأولى. وأكد أهمية إعادة استخدام نفس الحجارة الأصلية ما لم تكن تالفة، مشيرًا إلى أن الحجارة المستخدمة في الشارع الممتد بين باب توما والقشلة تُعرف بـ”حجر اللبون”، والذي يُفترض أن يكون منحوتًا يدويًا فقط، وفقًا للطابع التراثي المتّبع في دمشق القديمة. وأعرب عن أمله في أن تجري عملية إعادة تركيب الأحجار وفق الأصول والمعايير المعتمدة عالميًا في الحفاظ على الهوية العمرانية التاريخية.

مدير عام الآثار والمتاحف، الدكتور أنس زيدان، أوضح في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أن أعمال التأهيل الجارية في دمشق القديمة لا تشمل المباني الأثرية، بل تقتصر على إصلاح شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والتي تخدم السكان المحليين في تلك المناطق. وأكد أن المديرية العامة للآثار والمتاحف تُشرف بشكل مباشر على عمليات الحفر، ونزع بلاط الشوارع، وترقيمها، بهدف إعادتها لاحقًا إلى أماكنها الأصلية بعد الانتهاء من أعمال الصيانة.

يُعرف “حجر اللبون” بأنه حجر بازلت طبيعي يُستخدم على نطاق واسع في شوارع وأسواق دمشق القديمة، لما يتمتع به من قيمة تراثية ومظهر جمالي يعكس الطابع التاريخي للمدينة، إلى جانب قدرته العالية على تحمّل العوامل الجوية والظروف المناخية المختلفة. ورغم هذه المزايا، فقد ترافق تركيب “حجر اللبون” في بعض المواقع مع أخطاء تنفيذية، ما أدى إلى مشكلات مثل تشقّقات في سطح الحجر، وظهور هبوطات أرضية، وتشكيل خطر على المشاة، وأضرار لإطارات السيارات.

أثارت أعمال الإصلاح الجارية في شارع باب توما بدمشق القديمة جدلًا بين السوريين، عقب تداول مقاطع فيديو تُظهر إزالة البلاط الحجري من أحد أقدم شوارع المدينة. هذا المشهد أثار قلقاً لدى عدد من الناشطين والمهتمين بالشأن التراثي، الذين عبّروا عن خشيتهم من تشويه الهوية العمرانية للمدينة القديمة أو التفريط بعناصرها التاريخية، ما دفع مديرية الآثار والمتاحف ومحافظة دمشق إلى الخروج بتوضيحات رسمية.

مشاركة المقال: