الخميس, 7 أغسطس 2025 08:02 PM

د. ريم حرفوش تتساءل: متى تتوقف الحروب وتعود الحياة؟

د. ريم حرفوش تتساءل: متى تتوقف الحروب وتعود الحياة؟

د. ريم حرفوش تتساءل بأسى: هل حقاً لا تنتهي الحروب؟ الحرب تحيط بنا وتستوطن داخلنا، معارك مستمرة وهزائم متتالية تتسع رقعتها. كل ما حولنا يزداد اشتعالاً، من غضب وحقد وكره وتشفي وثأر، بينما الحب وحده يخبو في خضم انغماسنا في هذا الجنون.

وتتساءل د. حرفوش: ماذا عني وعنك؟ ما بين صد ورد، كيف التقينا وكيف افترقنا؟ كيف مزقنا الذكريات ورميناها في مهب الريح؟ كيف تلهث الخفقات للقاء، وكيف تختنق الأنفاس للفراق؟

ماذا أخذت حرب الـ ١٤ عاماً؟ أخذت العمر والدار والرفاق، أخذت أطرافي والحواس. ذات قذيفة أفقدتني سمعي، لكن ما زلت أقرأ شفاهك تقول أحبك. أتحسس وجهك وملامحك تخترق شغاف القلب، تعكس صورتك في داخلي فأفرح.

لم نعد إلى حيّنا، والقوم رحلوا، وحده الكرسي المدولب ينحني باحترام لكل عائد من الموت إلى رحاب الحياة، يهديهم عقداً من الياسمين. حتى الياسمين كان كذبة كبرى، لكننا بالفطرة نقف خاشعين أمام نقاءه، يغتالنا ونصفق له بسعادة.

تلك المسافة بين فوهة البندقية ووجودنا هي لغة الحوار بين جسدينا. نرغب باختراق الحدود والخرائط، التاريخ والجغرافيا، ونحن واقفون صامدون على خط النار. أحبك في زمن السلم، لكن أحببتك أكثر في زمن الحرب.

إيقاع صوتي والنبرات تنادي باسمك والقذائف تنهال. تعال لنموت سويّاً، كفانا هذا العمر بين صد ورد. لا شموع في المقابر، وضوء القمر توارى خلف الغمام والضباب. زرعوا الخوف في العيون، ما عاد لها سبيل إلى النور.

سأرتدي أجمل أثوابي الملونة، ولون الحمرة القرمزي. لا حاجة للعطر بين ذراعيك، ولا الحذاء الذهبي فقد سرقوا قدماي. تحت الرماد والغبار والأنقاض نبدأ معاً من جديد، أسماء جديدة، لا قاضي ولا قانون، تحكمنا فقط شريعة العشق. فأنا وأنت والوطن، رغم استمرار كل هذا الهذيان، لا نموت... نحن فقط نُحب، ولا نموت.

(اخبار سوريا الوطن 2- صفحة د.ريم)

مشاركة المقال: