الجمعة, 8 أغسطس 2025 04:11 PM

قمة مرتقبة بين بوتين وترمب لبحث تسوية الأزمة الأوكرانية وإعادة العلاقات بين روسيا وأمريكا

قمة مرتقبة بين بوتين وترمب لبحث تسوية الأزمة الأوكرانية وإعادة العلاقات بين روسيا وأمريكا

وسط تفاؤل حذر وجدل واسع، تتجه الأنظار نحو قمة مرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وذلك بعد اللقاء الذي جمع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف بالرئيس بوتين. الكرملين والبيت الأبيض أعلنا بشكل متزامن عن اتفاق لترتيب هذه القمة العاجلة التي قد تجمع الرئيسين الأسبوع المقبل.

الاجتماع بين بوتين و ويتكوف أثار تفاؤلاً حذراً وتشككاً وجدلاً بين المحللين حول إمكانية وقف إراقة الدماء في أوكرانيا. ترمب أعرب عن أمله في إنهاء الحرب، مؤكداً أن الجميع متفقون على ضرورة تحقيق ذلك قريباً. ومع ذلك، فإن الإدارة الأمريكية تستعد لفرض عقوبات جديدة، مما يشير إلى استراتيجية مزدوجة تجمع بين الدبلوماسية والضغط الاقتصادي.

بوتين أبدى ارتياحه للتطور خلال محادثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيراً إلى أن الإمارات العربية المتحدة يمكن أن تكون مكاناً مناسباً للاجتماع مع ترمب. وأكد بوتين أن بلاده لديها أصدقاء مستعدين للمساعدة في تنظيم هذا الحدث.

فيما يتعلق بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمة، يبدو أن ترمب متحمساً لذلك، بينما يعارضه الكرملين. بوتين أوضح أن اللقاء مع زيلينسكي ممكن، لكن يجب تهيئة الظروف المناسبة لهذه المحادثات. زيلينسكي أكد أن أوكرانيا لا تخشى الاجتماعات وتتوقع نفس النهج من الجانب الروسي.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبدى تفاؤلاً بشأن إمكانية عقد لقاء ثلاثي يجمع ترمب وبوتين وزيلينسكي، مشيراً إلى أن إدارة ترمب لديها فهم أفضل للشروط التي ستكون روسيا مستعدة بموجبها لإنهاء الحرب.

يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، ذكر أنه تم الاتفاق على مكان اللقاء بين الرئيسين، وسيتم الإعلان عنه لاحقاً. وأضاف أن الطرفين بدآ العمل المشترك على تفاصيل إعداد اللقاء المرتقب. وأوضح أن الحديث عن لقاء ثلاثي بدأ في واشنطن، لكن الجانب الروسي لم يعلق عليه.

أوشاكوف أكد أن لقاء بوتين مع ويتكوف جرى في أجواء عملية وبناءة، وتم استعراض الأفكار حول مزيد من العمل المشترك في سياق تسوية الأزمة الأوكرانية. وأشار إلى أن العلاقات الروسية – الأميركية يمكن أن تُبنى وفق سيناريو متبادل المنفعة.

الدكتورة أنجيلا ستنت ترى أن القمة مقامرة عالية المخاطر وعالية المكافآت، محذرة من أن الكرملين قد يستخدمها كتكتيك للمماطلة لتجنب العقوبات. السفير الأميركي السابق لدى بولندا، دانيال فريد، حذر من تقديم تنازلات لروسيا تُعادل استسلاماً لأوكرانيا.

في الكونغرس الأميركي، لا يزال الدعم لأوكرانيا قوياً، حيث قدمت السيناتورتان ليزا موركوفسكي وجين شاهين حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 54.6 مليار دولار لأوكرانيا. السيناتور ليندسي غراهام توعد بـ«ألم اقتصادي هائل» لروسيا إذا رفضت وقف إطلاق النار.

موسكو أولت أهمية خاصة لفكرة إعادة العلاقات بينها وبين واشنطن، ودفع التفاهمات التي جرى التوصل إليها خلال اتصالات هاتفية بين ترمب وبوتين على صعيد إعادة قنوات الاتصال، وفتح البعثات الدبلوماسية، واستئناف الرحلات الجوية، وفتح آفاق واسعة لعلاقات تجارية واستثمارية. وقد يُطرح على جدول الأعمال استثمارات مشتركة للمعادن النادرة.

الخبير الصناعي ليونيد خازانوف يرى أن مسألة تطوير الشركات الأميركية لرواسب المعادن الأرضية النادرة قد تُناقش في اجتماع الرئيسين. أندريه سميرنوف أشار إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن الصين، وروسيا بحاجة إلى تخفيف القيود، وإلى التقنيات والاستثمارات الغربية.

بوتين كان قد أعلن في فبراير الماضي استعداد روسيا لعرض فرصة العمل المشترك مع الولايات المتحدة في مجال المعادن الأرضية النادرة. كيريل دميترييف أكد أن موسكو وواشنطن قد بدأتا مناقشات حول مختلف المعادن والمشاريع المتعلقة بها في روسيا.

مشاركة المقال: