حمص- سانا: احتفل اليوم في حي السلطانية بمدينة حمص بإعادة افتتاح مسجد العباس، وذلك بعد الانتهاء من أعمال التأهيل والترميم التي قامت بها منظمة "يداً بيد للإغاثة والتنمية" تحت إشراف مديرية الأوقاف. يأتي هذا الافتتاح بعد سنوات من الإغلاق نتيجة الأضرار التي لحقت بالمسجد جراء استهدافه من قبل النظام البائد.
أوضح الدكتور أحمد الأقرع، مدير العمليات في المنظمة، في تصريح لمراسل سانا، أن إعادة تأهيل المسجد، الذي تبلغ مساحته 600 متر مربع ويتسع لحوالي 500 مصلٍ، يندرج ضمن رؤية المنظمة التنموية التي تركز على دعم قطاعات البنية التحتية والصحة والتعليم، بالإضافة إلى المرافق الدينية كالمساجد.
وأضاف أن أعمال الترميم شملت القبة والسقف وإعادة الهيكلة والتجهيز بكل الخدمات، بدءاً من منظومة صوتية متطورة وصولاً إلى وسائل التهوية والتبريد، ليصبح المسجد بيئة ملائمة لا تقتصر على أداء العبادات، بل تتعداها ليكون منارة اجتماعية وتربوية. وأشار إلى أن المنظمة تدرس إعادة تأهيل مساجد أخرى في المحافظة.
وأكد الأقرع على الرمزية الخاصة للمسجد في وجدان أهالي الحي، حيث كان أحد مراكز انطلاق الحراك الشعبي، مما جعله هدفاً للتدمير. وأشار إلى أن إعادة التأهيل تمت بدعم أساسي من عائلة الصبيحي من دولة الكويت، وبمشاركة من الجالية المسلمة في بريطانيا، إضافة إلى مساهمة أهالي الحي في بعض التجهيزات.
وخلال الافتتاح، شدد عدد من رجال الدين على الرسالة السامية للمساجد ودورها في إنشاء جيل واعٍ ومثقف في جميع مجالات الحياة، مشيدين بالجهود المبذولة في إعادة تأهيل المساجد التي تضطلع بدور كبير في نشر الوعي وتعزيزه في المجتمع.
من جهتهم، أكد عدد من أهالي الحي أن تأهيل مسجد العباس يعيد الأمل ويحيي ذاكرة نضالية مهمة، كما يسهم في تعزيز الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية إلى الحي.
يذكر أن المسجد تم بناؤه عام 2007 على نفقة عائلة "الكن" التي كان لها دور كبير في إعادة تأهيله أيضاً.
حضر افتتاح المسجد مفتي حمص الشيخ سهل جنيد، ورئيس القصر العدلي حسن الأقرع، ومدير العلاقات العامة في المحافظة حمزة قبلان، وحشد من أهالي الحي.