على الرغم من أعمال التعبيد الحديثة التي شهدتها مدينة الرقة، إلا أن جودة الطرق تشهد تدهورًا ملحوظًا. سرعان ما ظهرت الحفر والمطبات بسبب رداءة مادة الإسفلت المستخدمة، مما ألحق أضرارًا مستمرة بمركبات السكان وزاد من تكاليف صيانتها، الأمر الذي أثر سلبًا على حياتهم اليومية.
سائقو الأجرة والسيارات الخاصة: الإصلاحات لم تحل المشكلة
أفاد محمد الخلف، سائق سيارة أجرة في الرقة، لمنصة “سوريا 24”: “عندما بدأت أعمال التعبيد، شعرنا بالتفاؤل، ولكن المشكلة تفاقمت خلال أسابيع قليلة. الحفر منتشرة في كل شارع تقريبًا، وكل مرور يكلفني تصليح جزء من السيارة. لقد أنفقت الكثير على الصيانة، والمصاريف مستمرة”.
من جهته، أكد رامي الحوس، صاحب سيارة خاصة، أن جودة المواد المستخدمة في تعبيد الطرق ضعيفة، قائلًا: “الأسفلت لم يكن مطابقًا للمواصفات. بدأت العيوب تظهر منذ فصل الصيف، ومن المتوقع أن تسوء أكثر في الشتاء. الحفر ستزداد، ولم نعد قادرين على تحمل نفقات الصيانة”.
حوادث شاحنات بسبب الحفر وسوء الطريق
أوضح أوبي العيد، سائق شاحنة نقل، في حديثه لـ “سوريا 24”: “الطرق سيئة للغاية، وتنتشر فيها الحفر والمطبات بشكل واسع، والأسفلت المستخدم غير مناسب. خلال هذا العام، وقعت عدة حوادث لشاحنات داخل المدينة بسبب انهيارات في الشوارع”.
توضيحات رسمية: تغيير مادة البيتومين وخطة لإعادة التأهيل
ردًا على هذه المعطيات، صرح مصدر مسؤول في لجنة الإدارة المحلية التابعة لمجلس الرقة المدني لـ “سوريا 24” بأن المشكلة تعود إلى تمدد مادة البيتومين المستخدمة في مجابل الإسفلت، مما تسبب في تلف الطرق. وأضاف المصدر: “بعد إجراء الفحوصات، تقرر استبدال المادة بأخرى مطابقة للمواصفات، وتتناسب مع مناخ الرقة الحار. سيتم إعادة تأهيل كافة الطرق المتضررة، إلى جانب استكمال مشاريع التعبيد المقررة خلال العام الجاري”.
أسباب متداخلة وحاجة لحلول سريعة
تكشف هذه التصريحات أن تدهور الطرق لا يقتصر على ضعف التنفيذ، بل يرتبط أيضًا بعوامل تقنية ومالية ومناخية متشابكة. في المقابل، يطالب المواطنون بسرعة التحرك وتنفيذ حلول فعالة، خاصة وأن استمرار الوضع يؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي نتيجة ارتفاع تكاليف النقل والصيانة وتعطيل حركة التنقل.
مطلب السكان: تعبيد مستدام وصيانة دورية
في ظل تكرار الأضرار اليومية، يظل مطلب السكان والسائقين واضحًا: تحسين جودة الطرق بشكل مستدام، وتوفير تمويل كافٍ، وتنفيذ برامج صيانة دورية تخفف من معاناتهم وتعيد الحيوية إلى البنية التحتية في مدينة الرقة.