الجمعة, 8 أغسطس 2025 04:11 PM

سلاح "اليد الميتة" و"تسونامي": هل العالم على حافة حرب نووية؟

سلاح "اليد الميتة" و"تسونامي": هل العالم على حافة حرب نووية؟

الدكتور جميل م. شاهين Dr. Jameel M. Shaheen 07.03.2022: الأحداث الجارية في أوكرانيا، بعد مرور أقل من شهر على اندلاعها، تعتبر مجرد مناوشات مقارنة بالحروب الكبرى، لكنها بدأت تتحول إلى حرب عصابات طويلة الأمد بهدف إنهاك الجيش الروسي. هذه المناوشات لا تقارن بالقدرة التدميرية للأسلحة الحديثة التي يصعب تصورها، والتي من الأفضل تجنبها. بعض المراقبين يتمنون، بدافع اليأس أو "الفكاهة"، اندلاع حرب عالمية ثالثة، معتقدين أنها ستكون نزهة أو مباراة كرة قدم ممتعة. لكن في حال اندلاع حرب نووية حقيقية، لن يجد أحد الوقت للتفكير، وستعود الأرض إلى عصور ما قبل التاريخ، هذا إذا بقي ناجون.

الحديث عن احتمال اندلاع حرب نووية تكرر في الأيام الأخيرة، بعد تهديدات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدة بهدف الترهيب، إلى أن يثبت العكس. هذه التهديدات ترافقت مع تحركات مثيرة للقلق، مثل إبحار غواصات روسية نحو بحر بارنتس بذريعة إجراء مناورات، وتحرك منصات إطلاق الصواريخ النووية في سيبيريا، واتهامات بقصف مفاعلات نووية في أوكرانيا، وكل ذلك بناءً على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع أسلحة الردع النووي في حالة استنفار قصوى. سنسلط الضوء على هذه المواضيع في هذا البحث الخاص.

ماذا سيحدث لو دمر الناتو جميع المدن الروسية وقتل جميع القادة؟ هل سينتهي الأمر ويتخلص الغرب من العقبة الرئيسية في طريقه؟

سنبحث هنا من مركز فيريل للدراسات أمرين: "القبضة الميتة" والسلاح السري "قنبلة تسونامي"، بالاعتماد على مصادر متعددة، منها وزارة الدفاع الروسية والأميركية والصحافة الغربية وخبراء عسكريين ومعلوماتنا الخاصة. لنبدأ، مع نصيحتنا بمشاهدة الفيديو الذي نشرناه قبل 4 أعوام.

في 8 تشرين الأول 1993، نشرت "نيويورك تايمز" مقالاً بعنوان: "آلة يوم القيامة الروسية"، بقلم الصحفي William Broad. المقال عبارة عن محادثة بين خبير في معهد Brookings وعميل قيل يومها أنه سري من الاتحاد السوفيتي. ثم نشرت المجلة الأميركية The National Interest عن الموضوع، بقلم الصحفي Bruce G. Blair، بتاريخ 31 كانون الأول 2003. بعد ذلك بسنوات، أرسلت الجالية الروسية في الولايات المتحدة "كلابرلوف"، والتي تضم رجال أعمال وأساتذة جامعات يحملون الجنسية الأميركية، رسالة إلى القيادة الأميركية بتاريخ 1 حزيران 2016 جاء فيها:

مما ورد في الرسالة: (حتى أن قتل القيادة الروسية بأكملها في الضربة النووية الأولى، لا يعني انتصار الولايات المتحدة، لأنه في روسيا هناك نظام Tote Hand Nuklearstrategie وبالإنكليزية Dead Hand، كان مستخدماً في الحقبة السوفيتية، وطوره بوتين، هذا النظام كفيل بالقضاء على الولايات المتحدة، كرد انتقامي، ومسحها عن خارطة العالم!)

عادت الصحافة الروسية في كانون الأول 2021 للحديث عن نفس الموضوع، وكأنه تحذير مسبق قبل الهجوم على أوكرانيا. الأسبوع الماضي بتاريخ 02.03.2022، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الحرب العالمية الثالثة في حال اندلاعها ستكون نووية ومدمرة.

فلاديمير بوتين يؤكد امتلاك سلاح اليد الميتة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام مجلس الدوما في آذار 2018: (أود أن أشير إلى أن عقيدتنا العسكرية تقول إن روسيا تحتفظ بحق استخدام الأسلحة النووية فقط رداً على هجوم نووي، أو هجوم بأسلحة دمار شامل أخرى ضد البلاد أو حلفائها، أو عمل عدواني ضدنا باستخدام الأسلحة التقليدية التي تهدد وجود الدولة ذاته. أرى أن من واجبي أن أعلن ما يلي: "أي استخدام للأسلحة النووية ضد روسيا أو حلفائها، سواء بأسلحة قصيرة أو متوسطة أو طويلة المدى، سيعد هجوماً نووياً علينا. ومما لاشك فيه إطلاقاً أن الانتقام فوري مهما كانت العواقب").

نشرت موسكو وثيقة "المبادئ الأساسية لسياسة الاتحاد الروسي بشأن الردع النووي" في 2 حزيران 2020، والتي تشير إلى:

(تعتبر روسيا الأسلحة النووية حصراً وسيلة للردع. سياسة الردع النووي الروسية دفاعية بطبيعتها، وتهدف إلى الحفاظ على إمكانيات نووية على المستوى الكافي للردع النووي، وتضمن حماية السيادة الوطنية للدولة وسلامتها الإقليمية، وردع الخصم المحتمل من العدوان على الاتحاد الروسي أو حلفائه)

تتابع الوثيقة: (يمكن أن ترد روسيا بالأسلحة النووية، عندما تتلقى تأكيدات عن إطلاق صواريخ باليستية تهاجم أراضي الاتحاد الروسي أو حلفائه، أو رداً على استخدام العدو السلاح النووي ضد روسيا أو حلفائها، أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل).

هنا التأكيد الضمني: (يمكن لروسيا الرد بالأسلحة النووية، في أعقاب هجوم من قبل الخصم ضد مواقع حكومية أو عسكرية حرجة في الاتحاد الروسي، وعندما يؤدي هذا الهجوم لتقويض إمكانية الرد النووي، أو يكون العدوان على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية يهدد وجود روسيا)

هل نحن أمام أخطر فترة يمر بها العالم؟ أم هي مجرد تحذيرات؟ الحقيقة أنه ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم تحدث التهديدات والتحركات العسكرية والنووية بهذه الصورة، رغم ذلك نراها في مركز فيريل مجرد تهديدات والوقت مبكراً للحديث عن حتمية قيامها، لماذا؟

اليد الميتة

نظام تحكم نصف آلي تحول إلى آلي للأسلحة النووية تنفرد به روسيا، الاتحاد السوفيتي سابقاً، عن باقي دول العالم. يقابله إلى حد ما في الولايات المتحدة AN / DRC-8، لكنه أقل تطوراً وشمولية.

ظهرت فكرة إنشائه عقب أزمة الصواريخ الكوبية في تشرين الأول 1962، أي في ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية. بدأ العمل بالمشروع بسرية تامة ليصبح جاهزاً أواخر الستينات حسب التقديرات. كان يعمل بطريقة نصف آلية آنذاك. كشف عنه عقب انهيار الاتحاد السوفيتي. مع وصول فلاديمير بوتين إلى الرئاسة عام 2000، أعاد تطوير المشروع ليصبح الآن أخطر ما يمكن لروسيا القيام به حتى لو تم تدميرها بالكامل.

تحول النظام من نصف آلي إلى آلي بالكامل، يطلق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، والمزودة برؤوس نووية، عن طريق إرسال أمر مستقل لكل وحدة صاروخية. قامت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة مسبقاً بإدخال أمر الإطلاق هذا، بعد إدخال كلمة السر وأربع جمل سرية تخص كل وحدة صاروخية.

يبدأ إطلاق الصواريخ دون تدخل بشري، بعد التأكد من حدوث ضربة نووية من العدو، بواسطة مستشعرات الزلازل والضوء والنشاط الإشعاعي والضغط، أو في حالة تدمير القيادات والمقار العسكرية بالكامل. الأمر يحتاج بأقصى مدى زمني إلى 15 دقيقة، فإن لم يتم إبطال التنبيه، تنطلق مئات الصواريخ النووية التي ستدمر العالم، وليس دولة بعينها. أثناء السلم؛ يوقف تشغيل هذا النظام ويفعل أوقات الأزمات والحروب، لهذا نرى في مركز فيريل للدراسات أن بوتين الذي أمر بتشغيل هذا النظام ووضعه بحالة استنفار قصوى حالياً، حسب الإعلام الغربي، لم يشعر بعد بالتهديد الحقيقي، وهي مجرد "بروباغندا" حالياً على الأقل.

هذا بصورة مبسطة دون الخوض في التفاصيل الاختصاصية.

مراحل تطوير مشروع اليد الميتة

المهندسون السوفيت الأساسيين الذين طوروا المشروع غير معروفين، والحديث الأميركي والمقابلات السابقة مع العقيد المهندس Valery Yarynich على أنه المسؤول الرئيسي والعميل السري الذي ورد قبل سطور، هو غير صحيح، وكذب أميركي تقليدي متوارث. يارينتش طور المشروع ولم يؤسسه، حسب اعترافه في المقابلات التي أجراها، فمن هو هذا المهندس؟

أوكلت القيادة العسكرية لمهندس اتصالات سوفيتي في تشرين الثاني 1983 مهمة سرية، تتعلق بإرسال إشارات لاسلكية عبر أجسام صلبة مختلفة الكثافة. المهندس هو Valery Yarynich. عمل بجد وخبرة لإرسال إشارة لاسلكية من نفق مليء بالمياه، في أعماق جبل ضمن سلسلة جبال الأورال. الاسم الرمزي للمكان هو “Grot” أو الكهف. بعد محاولات طويلة تم التأكد من أنه اختراق إشارة الراديو للجبل لتصل إلى الخارج. وبالتالي يمكن لقادة الصواريخ السوفيتية إدارة حرب نووية، وهم على أعماق عشرات الأمتار.

توسعت المهمة وأطلق اسم Perimeter على المشروع، ليتحول من نصف آلي إلى آلي بالكامل، وحسب Yarynich حقق المشروع نجاحاً وإبداعاً، يتضمن إطلاق الصواريخ الباليستية السوفيتية العابرة للقارات في ضربة انتقامية، إذا تم قطع رأس قيادة الكرملين في هجوم نووي. ووضع في مهمة قتالية في منتصف عام 1985. خدم العقيد Yarynich في أول فرقة سوفييتية للصواريخ البالستية العابرة للقارات، وساهم بتأسيس قاعدة صاروخية ضمن غابة Kirow شرقي موسكو. زار قواعد الصواريخ النووية المدفونة ضمن كرة خرسانية، لا يمكن الوصول إليها وتدميرها، هذه الصواريخ تنتظر الأمر من الضباط المناوبين يوماً ما لتحديد يوم القيامة، حسب تعبيره.

ماذا يعني الخطأ في مشروع اليد الميتة؟

أعرب العقيد Yarynich، خلال اللقاءات الصحفية التي أجراها في الولايات المتحدة، عن شكوكه حول أنظمة الإبادة ذاتها التي كرس حياته المهنية لإتقانها. قال: (من الغباء المطلق الحفاظ على سرية اليد الميتة. هذا النظام الانتقامي مفيد كرادع فقط إذا علم خصمك به)

نرى في مركز فيريل للدراسات أن روسيا وقبلها الاتحاد السوفيتي، استطاعا الحفاظ على سرية المشروع، وما حصل لاحقاً وحالياً خلال الحرب في أوكرانيا، كان تسريباً روسياً مقصوداً كعامل ردع على نطاق أوسع. علماً أن حدوث خطأ عرضي أو إنذار كاذب، يسبب إطلاق الصواريخ النووية وتدمير العالم، أمر وارد، وقد مر العالم عدة مرات بلحظات خطيرة كادت أن تؤدي إلى إطلاق الصواريخ تلك، لم يسمع عنها الكثير من المتابعين الكرام.

الصحفي والخبير العسكري، ألكسندر ميخائيلوف، حذر من إمكانية إنطلاق صواريخ اليد الميتة تلقائياً، لكن العقيد يارينتش قال: (احتمال الإطلاق التلقائي أمر غير وارد. لكن… إذا تم اختراق النظام أو تعطله، فإن مثل هذه الوظيفة يمكن أن تعرض وجود العالم للخطر) تصريح مخيف من أحد مطوري المشروع، ماذا لو استطاع هاكر ما الوصول إلى هذا النظام؟

في شرح نبسطه هنا، يقول العقيد Yarynich: (تتحقق “اليد الميتة” أولاً مما إذا كان الانفجار النووي قد حدث على الأراضي الروسية. إذا كان الأمر كذلك، فإن المجمع يتصل بهيئة الأركان العامة، من أجل الحصول على أمر واضح. إذا اكتشف أن القادة العسكريين الروس على قيد الحياة، ويمكنهم اتخاذ قرار بشأن ضربة انتقامية بأنفسهم، ينتظر النظام 15 دقيقة وبحد بشري “بيد ضابط روسي مجهول” أقصاه 60 دقيقة، ثم يتوقف عن العمل، شرط عدم حدوث هجمات جديدة)

في حالة قطع خط الاتصال مع هيئة الأركان الروسية نهائياً، ومرت بين 15 إلى 60 دقيقة مع استمرار القصف المعادي، وعدم قدرة “الضابط الروسي المجهول” على إيقاف الانتقام، فإن Perimeter يستنتج آلياً، أن نهاية العالم قد حانت. عندها ينقل النظام فوراً سلطة إطلاق الصواريخ إلى الروس الموجودين في القواعد الصاروخية النووية تحت الأرض، كل قاعدة لوحدها، وعليهم التصرف وفق التعليمات المسبقة. لكن ماذا لو قتلت الضربة النووية الأولى كافة الروس؟

حتى لو قتلت الضربة النووية الاستباقية للخصم كل روسي في روسيا، سيأمر Perimeter بإطلاق الصوريخ على الأهداف المحددة مسبقاً، دون الحاجة للعامل البشري، وتشمل قصف مئات المدن والعواصم والقواعد العسكرية المعادية، وكل صاروخ يكفي لمسح مدينة بمليون شخص عن وجه الأرض.

عام 2003، ألف العقيد Yarynich كتاباً بعنوان “القيادة النووية والتحكم والتعاون” C3: Nuclear Command, Control, Cooperation، وردت فيه تفاصيل مذهلة رفضت موسكو نشره، لتتكفل منظمة Bruce Blair ومؤسسة Brookings Institution بذلك. الكاتب والصحفي الأميركي الشهير David E. Hoffman، من جريدة واشنطن بوست، نشر نص المقابلة مع العقيد يارينتش بتاريخ 20.12.2012، وأيضاً كتاب “اليد الميتة: القصة غير المروية لسباق تسلح الحرب الباردة وإرثها الخطير”، وكتاب “الأولغاريش: الثروة والسلطة في روسيا الجديدة.”. من يود زيادة الاطلاع يمكنه مراجعة الكتب السابقة

أمضى العقيد Yarynich سنوات يكافح مع معارضي الحروب في روسيا والولايات المتحدة، ويبحث عن حلم يقول (الولايات المتحدة وروسيا شريكتان في أسرار القيادة والسيطرة على الأسلحة النووية). حصلت اجتماعات لعشر سنين بين الدولتين لتأسيس مركز مشترك للإنذار المبكر وتبادل البيانات، وفشلت الاجتماعات. وعد باراك أوباما في حملته عام 2008 بإلغاء حالة التأهب بشأن الصواريخ النووية، ولم يقم بشيء. جاء دونالد ترامب ولم نر منه سوى الخطابات الرنانة وسحب المليارات من عربان الخليج، وهذا جو بايدن يضاعف فشل أوباما بسلوك خطير قد يودي بالجميع إلى الهلاك. وأي هلاك.

بعد كفاح مع السرطان، توفي العقيد Yarynich في 13 كانون الأول 2012 عن عمر يناهز 75 عاماً، في موسكو، ولم يتحقق حلمه. ولا تزال الصواريخ النووية جاهزة للإطلاق في كل من الولايات المتحدة وروسيا، خلال دقائق من إصدار الأمر.

السبب الرئيسي لتطوير سلاح اليد الميتة؟

بعيداً عن العواطف والانحياز لجانب دون الآخر، ما نراه في مركز فيريل للدراسات أن سبب تطوير هذا السلاح، هو إدراك الاتحاد السوفيتي أنه أضعف عسكرياً من حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، في الأسلحة التقليدية. بنظرة تفصيلية بسيطة؛ القلق السوفييتي ازداد مع تطوير الولايات المتحدة لأنظمة الصواريخ الباليستية عالية الدقة، التي تطلق من الغواصات (SLBM) في الثمانينيات. ثم إمكانية إطلاق معظم الأسلحة النووية، عن طريق قاذفة بعيدة المدى أو صاروخ باليستي عابر للقارات. كانت أجرت واشنطن عدة تجارب ناجحة لإطلاق تلك الصواريخ مثل UGM-27 Polaris منذ الستينيات، وUGM-73 Poseidon منذ السبعينيات، بنسب نجاح ودقة متباينة، مع تسريب مقصود لحث موسكو على سباق تسلح تدفع من أجله مئات المليارات، كالتسريب على أن صواريخ SLBMs مخصصة لتدمير المدن الروسية بشكل كامل وأولها العاصمة موسكو.

أجهزة الرادار السوفيتية تعطي إنذاراً لمدة 30 دقيقة قبل أي هجوم نووي، لكن تطوير صواريخ SLBM عالية الدقة مثل Trident C4 ثم D5 لاحقاً، جعل الاعتماد على الإنذار المبكر الروسي لا قيمة له، خاصة عند اكتشاف الغواصات الأمريكية أو البريطانية في البلطيق والتي تحمل صواريخ Trident، أي بإمكان الولايات المتحدة وبريطانيا، تدمير موسكو خلال 5 دقائق قبل أن ينطلق أي إنذار أو تكتشف الرادارات السوفيتية إطلاق الصواريخ النووية، وهذا ما سمي في الغرب (ضربة قطع الرأس)

لم يكن أمام الاتحاد السوفيتي من رد سوى تطوير سلاح انتقامي يدمر العدو لكن بعد تدميره موسكو

لماذا لم تدمر الولايات المتحدة نظام اليد الميتة بطريقة سلمية؟

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور روسيا كدولة ضعيفة منهكة، بقيادة “الكحولي” بوريس يلتسين، تقدم مدير المخابرات الأميركية آنذاك Robert Gates باقتراح إلى الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، يتضمن مباحثات مع يلتسين حول مشروع اليد الميتة، وإمكانية تقديم مساعدة للتخلص منه، أو على الأقل التعاون لدرء أي خطر بسبب أخطاء في التشغيل. رفض البيت الأبيض والبنتاغون، وبكل غباء، هذا الاقتراح، ليعود Robert Gates ويطرحه بعد استلامه منصب وزير الدفاع 2006، وسط تأكيد المخابرات الأميركية أن نظام اليد الميتة موجود فعلاً، ومر بحالة تأهب عدة مرات.

أكبر أخطاء واشنطن الغبية 1990؟

كانت أمام واشنطن فرصة ذهبية، خلال فترة ضعف روسيا، وتولي يلتسين الرئاسة وعلاقته الوطيدة ببوش ثم بكلينتون، للتخلص من هذا السلاح الخطير، لكن التعالي والغباء منعها من فعل هذا!

مشاركة المقال: