السبت, 9 أغسطس 2025 07:28 PM

يوم اللغة العربية العالمي: مقترحات لرمز ثقافي بديل للاحتفاء باللغة

يوم اللغة العربية العالمي: مقترحات لرمز ثقافي بديل للاحتفاء باللغة

يستعرض أ.د. جورج جبور، صاحب فكرة يوم اللغة العربية وحامل وسام القديسين بطرس وبولس، الأصل في إطلاق فكرة يوم اللغة العربية، مؤكدًا أن الأصل هو "اقرأ". ويرى أن الحماسة لـ "اقرأ" عامة، والتفكير بها كرمز للغتنا أمر بديهي.

ويشير إلى وجود معارضين يرون مناسبة النسج على منوال ما جرى مع أغلبية الأيام العالمية الأخرى، حيث ارتبطت أيام لغات أخرى بشخصيات ثقافية من تراثها، مثل شكسبير للإنجليز، وبوشكين للروس، وسان جيه للصينيين، بينما ارتبط يوم الفرنسية بيوم إنشاء منظمة الفرانكوفونية. أما الإسبانية، فيومها ربما اضطرب بين ارتباط بسرفانتس أو ارتباط بكولومبوس، أي باكتشاف أمريكا.

ويتساءل: من اختار الشخصيات والتواريخ؟ موظفو إدارة الإعلام في الأمم المتحدة أم مندوبو الدول، أم توافق بين الجانبين؟ وما هي الأسماء العربية المرشحة؟

يذكر أنه في قاعة شفيق جبري بكلية آداب جامعة دمشق، وبمناسبة الذكرى الـ 70 لصدور مرسوم إنشاء الكلية، حاضر عام 2016 تحت عنوان: "أي رمز ثقافي نختار ليوم لغتنا العالمي؟"، معترضًا على يوم 18 كأول، وهو اعتراض ينبغي أن يؤبه به، فهو منطلق من مطلق فكرة اليوم، ولم يُؤبه به.

تحدث عن ستة أسماء لم يرتبها إلا بحسب الألفباء: ابن خلدون، ابن رشد، ابن سينا، المتنبي، المعري، سيبويه. ويذكر بمحبة كبرى أن حلب نظمت ندوتين في عامين عن المتنبي، وأن اتحاد الكتاب العرب بدمشق احتفى بالمتنبي على مدى ثلاثة أعوام، وأن اتحاد الكتاب اللبنانيين تبنى الفكرة وسار بها إلى الاتحاد العام فاستكان.

ويشير أيضًا إلى أن اسم المتنبي يثير اعتراضًا من البعض. أما ابن خلدون، فقد نادى به في رسالة إلى رئيس تونس الأسبق، رسالة لم تأته بإجابة. كان ذلك بمناسبة الاحتجاج على الموعد المقرر دوليًا، وبهدف ممارسة تونس تأثيرًا على الكسو لكي تتبنى ليوم لغتنا رمزًا ثقافيًا عربيًا. ثم هل يحتاج المعري إلى تزكية؟ أما ابن سينا فشأنه العالمي في الطب معروف متداول. وتبقى كلمة عن ابن رشد، فهو الجد الفكري للقديس توما الأكويني، الذي يوصف بأنه أدخل منطق أرسطو في اللاهوت المسيحي. ويختتم بسيبويه، الذي فعل لنا ما لم نفعله لأنفسنا، قعد قواعدنا وقال لنا: "خذوا لغتكم من أعجمي".

بدءًا من عام 2010 - 2011 بدأ تململ في الشارع العربي، أنتج تغيرات في عدة رئاسات عربية، تجسدت في حركات مفاهيم في فلسفة السياسة كالمواطنة. تيقظ لبنانيون إلى أهميتين: أهمية صقل المعلم بطرس البستاني لمفهوم المواطنة، وأهمية أن يكون ليوم اللغة العربية رمزها الثقافي. في مؤتمر بيروتي حاشد وأمام رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل عون، نودي بالمعلم البستاني رمزًا ليوم اللغة العربية. كان البستاني الاسم السابع.

وللسبعة الكبار أخ جذاب الملامح، بعيد الغور في تعبيره عن مشاعرنا، وهو من دمشق العريقة هذه، إنه نزار قباني. ألم يبلغ من الانتشار ما تفوق به على المتنبي؟ ألم يغن اللغة بتعابير ومفردات؟

أسماء كبيرة ذكرها يصح أن يعتبر أي منها رمزًا ليوم لغتنا. ثم تقارن بـ "اقرأ"، فلا تصح المقارنة. لم يخالجه شك منذ ليلتيه في حلب، 14–15 آذار 2006، وإلى الآن، أن الموعد الأمثل ليوم اللغة العربية العالمي هو يوم كانت أو نزلت "اقرأ".

بهذا يختتم وجبة اليوم السبت، منتظرًا ما سيأتيه يوم بعد غد الاثنين من الهيئة العامة للكتاب كما كان الاتفاق.

دمشق. 9 آب 2025. (موقع أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: