الإثنين, 11 أغسطس 2025 05:18 PM

حكمة النهر: دروس من التاريخ والشخصيات التي لا تتكرر

حكمة النهر: دروس من التاريخ والشخصيات التي لا تتكرر

سمير حماد: لطالما حمل التاريخ عبارات خالدة، حكمًا تتردد على الألسن ودروسًا للبشر. من بينها، تبرز مقولة حكيم اليونان هيراكليتس: "النهر لا يُعبر مرّتين".

هذه المقولة دقيقة، فمياه النهر جارية لا تتوقف ولا تنتظر أحدًا، لذلك، فهي لا تُعبر إلا مرة واحدة، على عكس مياه المستنقعات الآسنة، التي تُعبر آلاف المرات، وفي كل مرة يزداد عكرها أكثر.

تنطبق هذه المقولة على شخصيات التاريخ، وأهم أحداثه ومواقفه ومعاركه المشهورة. فالشخصيات العظيمة لا تتكرر، فهناك متنبي واحد، وجاحظ واحد، وابن خلدون واحد. وهناك معركة حطين واحدة وقادسية واحدة ويرموك واحدة. هذه الشخصيات إن تكررت تكون على شكل مأساة أو ملهاة، لا أكثر.

أما ما نسمعه في بلداننا من تفاخر بأن هذا الكاتب هو تشيخوف العرب، أو شكسبير العرب، أو مانديللا العربي، أو غيفارا العربي، فهذه عقدة نقص المغلوبين، كما أسماها ابن خلدون في تقليدهم للغالب. ولا نجد في الغرب من يقول هذا متنبي الانكليز، وذاك ابن خلدون الفرنسيين، والآخر صلاح الدين الاميركان. فهم ليسوا بحاجة لتقليدنا كما نفعل نحن.

إن عبور الأنهار مرارًا، يشير إلى عدم فهم مقولة هيراكليتس، أو التعامل مع المستنقعات والبرك الآسنة وكأنها أنهار. فالإنسان مهما بلغ شأنه في عصره يجب النظر إليه كما هو، لأنه ليس ظلًا أو صدى لأحد سواه. لكن ثنائية المشبَّه والمشبَّه به، قدر هؤلاء الذين يقيمون في القيعان وليس على قمم الجبال أو حتى سفوحها!!

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: