الأحد, 10 أغسطس 2025 02:37 AM

رحلة نزوح من المزرعة إلى السويداء: ستيني يروي قصة بحثه عن الأمان ومستلزمات الحياة

رحلة نزوح من المزرعة إلى السويداء: ستيني يروي قصة بحثه عن الأمان ومستلزمات الحياة

بعد بحث جهيد، تمكن الستيني "فؤاد المحيثاوي" من توفير الأغطية والوسائد اللازمة لأسرته المكونة من عشرة أفراد، وذلك في المنزل الذي استأجروه في مدينة السويداء بعد رحلة نزوح صعبة من قريتهم المزرعة.

سناك سوري-رهان حبيب

في الرابع عشر من تموز الماضي، وبينما كانت أصوات الاشتباكات تدوي بقوة، تواصل "المحيثاوي" مع عناصر من الهلال الأحمر، الذين اعتادوا التواجد على طريق "الحج" بسيارة إسعاف بالقرب من قريته المزرعة، للاستفسار عن طبيعة الاشتباكات وما إذا كان هناك خطر يستدعي نزوح عائلته، كما صرح لـ"سناك سوري".

أكد له العناصر أن المعارك قد اقتربت، ونصحوه بالنزوح الفوري إذا أتيحت له الفرصة. امتثل "المحيثاوي" للنصيحة وانطلق بعائلته في سيارة شقيقه، بعد أن أصيبت سيارته بشظايا في معارك سابقة.

"حشرت عائلتي في السيارة، التي لم تتسع لأي مستلزمات أخرى، كان الهدف هو النجاة بأرواحنا"، يقول "المحيثاوي". ويضيف أنه وصل إلى مدينة السويداء وأقام لدى أقاربه الذين استضافوه بحفاوة لمدة أسبوعين. لكن، لعدم معرفته بموعد العودة إلى منزله، قرر البحث عن منزل للإيجار.

محظوظ رغم النزوح: عائلتي بخير

على الرغم من حزنه على منزله الذي علم لاحقًا أنه تعرض للنهب والسرقة، يعتبر "المحيثاوي" نفسه محظوظًا. فقد وجد منزلاً بالقرب من منزل أقاربه وتمكن من استئجاره، إلا أنه كان خاليًا من الأثاث، وغير مناسب لعائلة مكونة من زوجته وابنتيه وستة أطفال. لذا، خرج إلى الأسواق على أمل العثور على بعض الوسائد والمساند.

يضيف: «صاحب الشقة وأقاربنا قدموا فرشات وثلاث بطانيات وبعض المخدات ولم تكن الأوضاع مستقرة لنجد احتياجاتنا في الأسواق، وما أن بدأت بعض المحلات بالعمل خرجنا لنشتري مخدات لدينا منها العشرات في المنزل وأغطية وشراشف أطباق وطناجر كان يضيق بها المطبخ».

يصمت قليلاً، ثم يوجه كلمات شكر لله على أن عائلته بخير وبجانبه. بالنسبة للعم "فؤاد"، فإن كل شيء يعوض طالما الجميع بخير.

"المحيثاوي" هو واحد من عشرات الآلاف من النازحين الذين غادروا منازلهم في الريف الغربي، ولم يتمكنوا حتى الآن من العودة، ولا يزال أمامهم طريق طويل من المشتريات والتجهيزات لمنازلهم الجديدة، إن وجدوها.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد ذكر في تقرير له يوم الخميس أن عدد النازحين في محافظة تجاوز 191 ألف نازح، سواء داخل المدينة أو إلى محافظات مجاورة.

وتستمر الحكومة السورية في الإعلان عن وصول قوافل المساعدات من منظمات أممية ومغتربين من أبناء المحافظة، إلا أن هذه المساعدات لا تكفي الاحتياجات نظرًا لضخامة النزوح، وإلا لكان "المحيثاوي" قد أمّن احتياجاته من المساعدات دون أن يضطر لشرائها.

مشاركة المقال: